و قال أبو الحسن-8-: «العجب درجات: و منها أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا، فيعجبه و يحسب أنه يحسن صنعا. و منها أن يؤمن العبد بربه، فيمن على اللََّه-عز و جل-و للََّه عليه فيه المن» .
فصل (ذم العجب)
العجب من المهلكات العظيمة و أرذل الملكات الذميمة، قال رسول اللََّه -صلى اللََّه عليه و آله و سلم-: «ثلاث مهلكات: شح مطاع، و هوى متبع، و إعجاب المرء بنفسه» .و قال-صلى اللََّه عليه و آله و سلم-: «إذا رأيت شحا مطاعا، و هوى متبعا، و إعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك نفسك» .
و قال-صلى اللََّه عليه و آله و سلم-: «لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أكبر من ذلك، العجب العجب» .و قال-صلى اللََّه عليه و آله و سلم-: «بينما موسى (ع) جالس [1] ، إذ أقبل عليه إبليس و عليه برنس ذو ألوان، فلما دنى منه خلع البرنس، و قام إلى موسى (ع) فسلم عليه، فقال له موسى:
من أنت؟فقال: أنا إبليس، قال أنت: فلا قرب اللََّه دارك، قال: إني إنما جئت لأسلم عليك لمكانك من اللََّه، فقال له موسى (ع) : فما هذا البرنس قال: به اختطف قلوب بني آدم، فقال موسى: فأخبرني بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت عليه، قال: إذا أعجبته نفسه و استكثر عمله و صغر في عينه ذنبه» . و قال-صلى اللََّه عليه و آله و سلم-: «قال اللََّه-عز و جل- يا داود!بشر المذنبين و أنذر الصديقين، قال: كيف أبشر المذنبين و أنذر الصديقين؟قال: بشر المذنبين أني أقبل التوبة و أعفو عن الذنب، و أنذر الصديقين ألا يعجبوا بأعمالهم، فإنه ليس عبدا نصبه للحساب إلا هلك» .
[1] و في بعض نسخ الكافي في باب العجب هكذا: (جالسا) -بالنصب-