و قال الباقر (ع) : «دخل رجلان المسجد، أحدهما عابد و الآخر فاسق، فخرجا من المسجد و الفاسق صديق و العابد فاسق، و ذلك أنه يدخل العابد المسجد مدلا بعبادته يدل بها، فتكون فكرته في ذلك، و تكون فكرة الفاسق في الندم على فسقه، و يستغفر اللََّه مما صنع من الذنوب» .و قال الصادق (ع) «إن اللََّه علم أن الذنب خير للمؤمن من العجب، و لو لا ذلك ما ابتلى مؤمنا بذنب أبدا» .و قال (ع) : «من دخله العجب هلك» .و قال (ع) : «إن الرجل ليذنب فيندم عليه، و يعمل العمل فيسره ذلك، فيتراخى عن حاله تلك، فلأن يكون على حاله تلك خير له مما دخل فيه» .و قال (ع) : «أتى عالم عابدا فقال له: كيف صلاتك؟فقال: مثلي يسأل عن صلاته و أنا أعبد اللََّه منذ كذا و كذا، قال: فكيف بكاؤك؟قال: أبكي حتى تجري دموعي، فقال له العالم: فإن ضحكك و أنت خائف أفضل من بكائك و أنت مدل، إن المدل لا يصعد من عمله شيء» .و قال (ع) : «العجب ممن يعجب بعمله و هو لا يدري بما يختم له، فمن أعجب بنفسه و فعله، فقد ضل عن نهج الرشاد و ادعى ما ليس له، و المدعي من غير حق كاذب و إن أخفى دعواه و طال دهره. و إن أول ما يفعل بالمعجب نزع ما أعجب به ليعلم أنه عاجز حقير، و يشهد على نفسه ليكون الحجة عليه أوكد، كما فعل بإبليس. و العجب نبات حبها الكفر، و أرضها النفاق و ماؤها البغي، و أغصانها الجهل، و ورقها الضلالة، و ثمرها اللعنة و الخلود في النار، فمن اختار العجب فقد بذر الكفر و زرع النفاق، و لا بد أن يثمر» [1]
و قيل له (ع) : الرجل يعمل العمل و هو خائف مشفق، ثم يعمل شيئا من البر
____________
(1) صححنا هذه الرواية على ما في البحار-الجزء الثالث من المجلد الخامس عشر في باب العجب-و قد نقلها عن مصباح الشريعة، و فيه اختلاف عن نسخ جامع السعادات.