أهلي لآخذ هدبه من ثوبه يستشفي [1] بها. فلما أردت أخذها رآني فقام، استحييت أن آخذها و هو يراني، و أكره أن استأمره في أخذها، فأخذتها» [2] .
و منها:
الحقد
و قد عرفت أنه إضمار العداوة في القلب، و هو من ثمرة الغضب، لأن الغضب إذا لزم كظمه لعجز عن التشفي في الحال، رجع إلى الباطن و احتقن فيه فصار حقدا، و هو من المهلكات العظيمة. و قد قال رسول اللّه-6-: «المؤمن ليس بحقود» . و الغالب أن الحقد يلزمه من الآفات:
الحسد، و الهجرة، و الانقطاع عن المحقود، و إيذاؤه بالضرب، و التكلم فيه بما لا يحل: من الكذب، و الغيبة، و البهتان، و إفشاء السر، و هتك الستر، و إظهار العيوب، و الشماتة بما يصيبه من البلاء و السرور به، و الانبساط بظهور عثراته و هفواته، و المحاكاة عنه بالاستهزاء و السخرية، و الإعراض عنه استصغارا له، و منع حقوقه من دين أو رد مظلمة أو صلة رحم. و كل ذلك حرام يؤدي إلى فساد الدين و الدنيا. و أضعف مراتبه أن يحترز عن الآفات المذكورة، و لا يرتكب لأجله ما يعصى اللّه به، و لكن يستثقله بالباطن، و لا ينتهي قلبه عن بغضه.
[1] قال في البحار-في الموضع المذكور ص 208-: «في بعض النسخ- بل أكثرها-: ليستشفي» .
[2] صححنا الحديث على أصول الكافي في باب حسن الخلق، و في نسخ جامع السعادات اختلاف كثير عما أثبتناه، و قد جاء في أصول الكافي في صدر الحديث: «قال أبو عبد اللّه-7- يا بحر حسن الخلق يسر... ثم قال: أ لا أخبرك بحديث ما هو في يدي أحد من أهل المدينة؟قلت بلى!قال: بينا رسول اللّه... إلى آخر الحديث» .