responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 346

و من تأمل في هذه الأخبار، و رجع إلى الوجدان و التجربة، و تذكر أحوال الموصوفين بسوء الخلق و حسنه، يجد أن كل سي‌ء الخلق بعيد من اللََّه و من رحمته، و الناس يبغضونه و يشمئزون منه، و لذا يحرم من برهم و صلتهم و كل حسن الخلق محبوب عند اللََّه و عند الناس، فلا يزال محلا لرحمة اللََّه و فيوضاته، و مرجعا للمؤمنين بإيصال نفعه و خيره إليهم، و إنجاح مقاصده و مطالبه منهم، و لذلك لم يبعث اللََّه سبحانه نبيا إلا و أتم فيه هذه الفضيلة، بل هي أفضل صفات المرسلين و أشرف أعمال الصديقين، و لذا قال اللََّه تعالى لحبيبه مثنيا عليه و مظهرا نعمته لديه.

وَ إِنَّكَ لَعَلى‌ََ خُلُقٍ عَظِيمٍ [1]

و لعظم شرافته بلغ رسول اللََّه-صلى اللََّه عليه و آله و سلم-فيه ما بلغ من غايته، و تمكن على ذروته و نهايته، حتى ورد: بينا رسول اللََّه-صلى اللََّه عليه و آله-ذات يوم جالس في المساجد، اذ جاءت جارية لبعض الأنصار و هو قائم‌ [2] فأخذت بطرف ثوبه، فقام لها النبي 6 فلم تقل شيئا و لم يقل لها النبي 6 شيئا، حتى فعلت ذلك ثلاث مرات، فقام لها النبي 6 في الرابعة، و هي خلفه، فأخذت هدبة من ثوبه ثم رجعت. فقال لها الناس:

فعل اللََّه بك و فعل! [3] حبست رسول اللََّه ثلاث مرات لا تقولين له شيئا و لا هو يقول لك شيئا!ما كانت حاجتك إليه؟قالت: إن لنا مريضا فأرسلني


[1] القلم، الآية: 4.

[2] قال في البحار-ج 15 في باب حسن الخلق ص 207-، «حال عن بعض الأنصار» أي ان القائم هذا البعض صاحب الجارية لا النبي-صلى اللََّه عليه و آله‌

[3] قال في البحار-في الموضع المتقدم-: «كناية عن كثرة الدعاء عليها بإيذائها النبي-صلى اللََّه عليه و آله-و هذا شائع في عرف العرب و العجم» .

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 346
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست