responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 34

و ردعهم عن مشاركة أسراء ذل الناسوت، و مصاحبة قرناء جب الطاغوت إلى مجاورة سكان صقع الملكوت، و مرافقة قطان قدس الجبروت، و لا يتيسر ذلك إلا بالتخلي عن ذمائم الأخلاق و رذائلها، و التحلي بشرائف الصفات و فضائلها، فيجب على كل عاقل أن يأخذ أهبته، و يبذل همته في تطهير قلبه عن أوساخ الطبيعة و أرجاسها، و تغسيل نفسه عن أقذار الجسمية و أنجاسها قبل أن يتيه في بيداء الشقاق، و يهوي في مهاوي الضلالة و الهلاكة، و يصرف جده و يجتهد جهده في استخلاص نفسه عن لصوص القوى الأمارة ما دام الاختيار بيده، إذ لا تنفعه الندامة و الحسرة في غده.

ثم لا ريب في أن التزكية موقوفة على معرفة مهلكات الصفات و منجياتها، و العلم بأسبابها و معالجاتها، و هذا هو الحكمة الحقة التي مدح اللّه أهلها، و لم يرخص لأحد جهلها، و هي الموجبة للحياة الحقيقة، و السعادة السرمدية، و التارك لها على شفا جرف الهلكات، و ربما أحرقته نيران الشهوات.

و قد كان السلف من الحكماء يبالغون في نشرها و تدوينها. و جمعها و تبيينها، على ما أدت إليه قوة أنظارهم، و أدركوه بقرائحهم و أفكارهم.

و لما جاءت الشريعة النبوية «على صادعها ألف صلاة و تحية» حثت على تحسين الأخلاق و تهذيبها، و بينت دقائقها و تفصيلها بحيث اضمحل في جنبها ما قرره أساطين الحكمة و العرفان، و غيرهم من أهل الملل و الأديان، إلا أنه لما كان ما ورد منها منتشرا في موارد مختلفة، و متفرقا في مواضع متعددة، تعسّر أن يحيط به الجل فلا بد من ضبطه في موضع واحد ليسهل تناوله للكل، فجمعت في هذا الكتاب خلاصة ما ورد من الشريعة الحقة مع زبدة ما أورده أهل العرفان و الحكمة على نهج تقرّ به أعين الطالبين، و تسر به أفئدة الراغبين.

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست