لا دار النعمة و الراحة-و لم يرض أن يفوته شيء من المزائد و المزايا في الحاجة و الزينة، فكيف يرضى في دار الآخرة التي هي دار الفيض و الجود بسياقهم إلى الهلاك المؤبد و العذاب المخلد، مع أنه تعالى أخبر بأن رحمته سابقة على غضبه؟!و أقوى ما يجلب به الرجاء أن يعلم أن اللّه تعالى خير محض لا شرية فيه أصلا، و فياض على الإطلاق، و إنما أوجد الخلق لإفاضة الجود و الإحسان عليهم، فلا بد أن يرحمهم و لا يبقيهم في الزجر الدائم.
از خير محض جز نكوئى نايد # خوش باش كه عاقبت نكو خواهد شد [1]
و منها:
صغر النفس
و هو ملكة العجز عن تحمل الواردات، و هو من نتائج الجبن، و من خبائث الصفات. و تلزمه الذلة و المهانة، و عدم الاقتحام في معالي الأمور، و المسامحة في النهي عن المنكر و الأمر بالمعروف، و الاضطراب بعروض أدنى شيء من البلايا و المخاوف. و قد ورد في الأخبار بأن المؤمن بريء عن ذلة النفس،قال الصادق 7: «إن الله عز و جل فوض إلى المؤمن أموره كلها و لم يفوض إليه أن يكون ذليلا: أ ما تسمع اللّه تعالى يقول: