responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 295

أعده اللّه مما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر.

فصل مداواة الناس بالخوف أو الرجاء على اختلاف أمراضهم‌

قد عرفت أن المحتاج إلى تحصيل دواء الرجاء من غلب عليه اليأس فترك العبادة أو غلب عليه الخوف فأسرف فيها حتى أضر بنفسه و أهله. و أما المنهمكون في طغيان الذنوب و المغرورون بما هم فيه من الفساد و الخوف -كأكثر أبناء زماننا-فأدوية الرجاء بالنسبة إليهم سموم مهلكة، إذ لا يزداد سماعهم لها إلا تماديا في طغيانهم و فسادا في فسادهم و عصيانهم، فواعظ الخلق ينبغي أن يعرف أمراضهم و ينظر إلى مواقع عللهم، و يعالج كل علة بما يضادها لا بما يزيدها، ففي مثل هذا الزمان ينبغي ألا يذكر لهم بواعث الرجاء، بل يبالغ في ذكر أسباب الخوف، لئلا يهلكهم و يرديهم بالكلية، و لا يقصد بموعظته استمالة القلوب و توقع الثناء من الناس، فينتقل إلى الترغيب على الرجاء لكونه أخف على القلوب و ألذ عند النفوس، فيهلك و يهلكهم و يضل و يضلهم.

و بالجملة: الطريق إلى تحصيل الرجاء لمن يحتاج إليه: أن يتذكر الآيات و الأخبار المتواترة الواردة فيه و في سعة رحمته و وفور عفوه و رأفته-كما تقدم شطر منها-ثم يتأمل في لطائف نعمائه و عجائب آلائه لعباده في دار الدنيا، حتى أعد لهم كل ما هو ضروري لهم في دوام الوجود، بل لم يترك لهم شيئا جزئيا يحتاجون إليه نادرا يفوت بفقده ما هو الأصلح الأولى لهم من الزينة و الجمال. فإذا لم تقصر العناية الإلهية عن عباده في جميع ما يحب و يحسن لهم من اللطف و الإحسان في دار الدنيا-و هي حقيقة دار البلية و المحنة

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست