responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 294

الاعتقاد عنده ممكنة، و مناقشات الحساب و رد أعمالهم الصالحة لأسباب خفية محتملة، فمن عرف حقائق هذه الأمور، فإن كان ضعيف القلب جبانا في نفسه غلب خوفه على رجائه، و إن كان قوى القلب ثابت الجأش تام المعرفة استوى خوفه و رجاؤه. و أما أن يغلب رجاؤه فلا، بل غلبته إنما هو من الاغترار و قلة التدبر، كما في غالب الناس، بل الأصلح لهم غلبة الخوف، و لكن قبل الإشراف على الموت، و أما عنده فالأصلح لهم غلبة الرجاء و حسن الظن، لأن الخوف جار مجرى السوط الباعث على العمل، و قد انقضى وقته و هو لا يطيق هنا أسباب الخوف، لأنها تقطع نياط قلبه و تعين على تعجيل موته و أما روح الرجاء فيقوي قلبه و يحبب إليه ربه الذي إليه رجاؤه.

و ينبغي أن لا يفارق أحد الدنيا إلا محبا للّه، ليكون محبا للقائه، و من أحب لقاء اللّه أحب اللّه لقاءه، و من أحب اللّه و لقاءه، و علم أنه تعالى أيضا يحب لقاءه، اشتقاق إليه تعالى، و كان فرحانا بالقدوم عليه، إذ من قدم على محبوبه عظم سروره بقدر محبته، و من فارق محبوبة اشتد عذابه و محنته، فمهما كان الغالب على القلب عند الموت حب الأهل و الولد و المال كانت محابه كلها في الدنيا، فكانت الدنيا جنته، إذ الجنة هي البقعة الجامعة لجميع المحاب، فكان موته خروجا عن الجنة و حيلولة بينه و بين ما يشتهيه. و هذا أول ما يلقاه كل محب للدنيا، فضلا عما أعد اللّه له من ضرور الخزي و النكال و السلاسل و الأغلال. و أما إذا لم يكن له محبوب سوى اللّه و سوى معرفته و حبه و أنسه، فالدنيا و علائقها شاغلة له عن المحبوب، فالدنيا أول سجنه، إذ السجن هي البقعة المانعة عن الوصول إلى محابه، فموته خلاص له من السجن و قدوم على المحبوب، و لا يخفى حال من خلص من السجن و خلي بينه و بين محبوبه، و هذا أول ابتهاج يلقاه من كان محبا للّه غير محب للدنيا و ما فيها، فضلا عما

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 294
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست