responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 293

و قال:

وَ ظَنَنْتُمْ ظَنَّ اَلسَّوْءِ وَ كُنْتُمْ قَوْماً بُوراً [1]

و ورد في الرجاء و حسن الظن ما ورد-كما تقدم- و في الخبر: «أن اللّه تعالى أوحى إلى داود: أحبني و أحب من يحبني و حببني إلى خلقي، فقال:

يا رب!كيف أحببك إلى خلقك؟قال: اذكرني بالحسن الجميل، و اذكر آلائي و إحساني، و ذكرهم ذلك، فإنهم لا يعرفون مني إلا الجميل» . و رأى بعض الأكابر في النوم-و كان يكثر ذكر أبواب الرجاء-فقال: «أوقفني اللّه بين يديه، فقال: ما الذي حملك على ذلك؟فقلت: أردت أن أحببك إلى خلقك. فقال: قد غفرت لك» .

هذا مع أن الرجاء أفضل من الخوف للعبد بالنظر إلى مطلعهما، إذ الرجاء مستقى من بحر الرحمة و الخوف مستقى من بحر الغضب. و من لاحظ من صفات اللّه ما يقتضي اللطف و الرحمة كانت المحبة عليه أغلب، و ليس وراء المحبة مقام. و أما الخوف فمستنده الالتفات إلى الصفات التي تقتضي الغضب فلا تمازجه المحبة كممازجتها للرجاء. نعم، لما كانت المعاصي و الاغترار على الخلق أغلب، (لا) سيما على الموجودين في هذا الزمان، فالأصلح لهم غلبة الخوف، بشرط ألا يخرجهم إلى اليأس و قطع العمل، بل يحثهم على العمل، و يكدر شهواتهم، و يزعج قلوبهم عن الركون إلى دار الغرور، و يدعوهم إلى التجافي عن عالم الزور، إذ مع غلبة المعاصي على الطاعات لا ريب في أصلحية الخوف، (لا) سيما أن الآفات الخفية: من الشرك الخفي، و النفاق، و الرياء و غير ذلك من خفايا الأخلاق الخبيثة في أكثر الناس موجودة، و محبة الشهوات و الحطام الدنيوى في بواطنهم كامنة، و أهوال سكرات الموت و اضطراب


[1] الفتح، الآية: 11.

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 293
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست