responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 272

بالطاعات و صوالح الأعمال، و عدم التعرض لما هو خارج عن طاقتهم من التفكر في حقائق المعارف، إلا من أيده اللّه بالقوة القدسية و القريحة المستقيمة، و أشرق نور الحكمة في قلبه. و شمله خفى الألطاف من ربه، فله الخوض في غمرات العلوم. و أما غيره فينبغي أن يأخذ منه أصول عقائده الواردة من الشرع، و يشتغل بخدمته حتى تشمله بركات أنفاسه، فإن العاجز عن المجاهدة في صف القتال ينبغي أن يسقي القوم و يتعهد دوابهم، ليحشر يوم القيامة في زمرتهم و إن كان فاقدا لدرجتهم.

(الثاني) ضعف الإيمان في الأصل،

و مهما ضعف الإيمان ضعف حب اللّه و قوى حب الدنيا في القلب، و استولى عليه بحيث لا يبقى في القلب موضع لحب اللّه إلا من حيث حديث النفس، فلا يظهر له أثر في مخالفة النفس و الشيطان، فيورث ذلك الانهماك في اتباع الشهوات، حتى يظلم القلب و يسود، و تتراكم ظلمة الذنوب عليه، و لا يزال يطفئ ما فيه من نور الإيمان حتى ينطفئ بالكلية، فإذا جاءت سكرة الموت ازداد حب اللّه ضعفا، و ربما عدم بالمرة، لما يستشعر من فراقه محبوبه الغالب على قلبه و هو الدنيا، فيتألم و يرى ذلك من اللّه، فيختلج ضميره بإنكاره ما قدره اللّه من الموت، و ربما يحدث في باطنه بغض اللّه بدل الحب، لما يرى أن موته من اللّه، كما أن من يحب ولده حبا ضعيفا، إذا أخذ مالا له هو أحب إليه منه و أتلفه، انقلب حبه بغضا. فإن اتفق زهوق روحه في تلك اللحظة التي خطر فيها هذه الخطرة فقد ختم له بالسوء. نعوذ باللّه من ذلك.

و قد ظهر أن السبب المفضي إلى ذلك غلبة حب الدنيا مع ضعف الإيمان الموجب لضعف حب اللّه، فمن وجد في قلبه حب اللّه أغلب من حب الدنيا فهو أبعد من هذا الخطر، و إن أحب الدنيا أيضا، و من وجد في قلبه عكس‌

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 272
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست