ذلك فهو قريب من هذا الخطر. و السبب في قلة حب اللّه قلة المعرفة به، إذ لا يحب اللّه إلا من عرفه، و إلى هذا القسم من سوء الخاتمة أشير في الكتاب الإلهي بقوله:
فمن فارقته روحه في حالة كراهة فعل اللّه و بغضه له في تفريقه بينه و بين أهله و ماله و سائر محابه، فيكون موته قدوما على ما أبغضه و فراقا لما أحبه فيقدم على اللّه قدوم العبد المبغض الآبق إذا قدم به على مولاه قهرا، و لا يخفى ما يستحق مثله من الخزي و النكال و أما الذي يموت على حب اللّه و الرضا بفعله كان قدومه قدوم العبد المحسن المشتاق إلى مولاه، و لا يخفى ما يلقاه من الفرح و السرور.
(و الثالث) كثرة المعاصي و غلبة الشهوات، و إن قوى الإيمان.
و بيان ذلك: أن مفارقة المعاصي سببها غلبة الشهوات و رسوخها في القلب بكثرة الألف و العادة، و جميع ما ألفه الإنسان في عمره يعود ذكره في قلبه عند موته، فإن كان أكثر ميله إلى الطاعات كان أكثر ما يحضره عند الموت طاعة اللّه، و إن كان أكثر ميله إلى المعاصي غلب ذكرها على قلبه عنده، و إن كان أكثر