responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 268

السبب ليؤدي إلى المسبب.

(الثاني) ملازمة التفكر في أحوال القيامة،

و أصناف العذاب في الآخرة و استماع المواعظ المنذرة، و النظر إلى الخائفين و مجالستهم، و مشاهدة أحوالهم و استماع حكاياتهم. و هذا مما يستجلب الخوف من عذابه تعالى، و هو خوف عموم الخلق، و هو يحصل بمجرد أصل الإيمان بالجنة و النار، و كونهما جزاءين على الطاعة و المعصية، و إنما يضعف للغفلة أو ضعف الإيمان، و تزول الغفلة و الضعف بما ذكر. و أما الخوف من اللّه بأن يخاف البعد و الحجاب و يرجو القرب و الوصال، و هو خوف أرباب القلوب، العارفين من صفاته ما يقتضي الخوف و الهيبة، المطلعين على سر قوله:

وَ يُحَذِّرُكُمُ اَللََّهُ نَفْسَهُ [1] . و قوله: اِتَّقُوا اَللََّهَ حَقَّ تُقََاتِهِ [2] .

فالعلاج في تحصيله الارتقاء إلى ذروة المعرفة، إذ هذا الخوف ثمرة المعرفة باللّه و بصفات جلاله و جماله، و من لم يمكنه ذلك فلا يترك سماع الأخبار و الآثار و ملاحظة أحوال الخائفين من هيبته و جلاله، كالأنبياء و الأولياء و زمرة العرفاء، فإنه لا يخلو عن تأثير.

(الثالث) أن يتأمل في أن الوقف على كنه صفات اللّه في حيز المحال،

و أن الإحاطة بكنه الأمور ليس في مقدرة البشر، إذ هي مرتبطة بالمشية ارتباطا يخرج عن حد المعقول و المألوف. و من عرف ذلك على التحقيق يعلم أن الحكم على أمر من الأمور الآتية غير ممكن بالحدس و القياس، فضلا


[1] آل عمران، الآية: 28.

[2] آل عمران، الآية: 102.

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست