responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 269

عن القطع و التحقيق، و حينئذ يعظم خوفه و يشتد ألمه، و إن كانت الخيرات كلها له ميسرة و نفسها عن الدنيا بالمرة منقطعة. و إلى اللّه بشراشرها ملتفتة، إذ خطر الخاتمة و عسر الثبات على الحق مما لا يمكن دفعه، و كيف يحصل الاطمئنان من تغير الحال، و قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن، و أنه أشد تقلبا من القدر في غليانها، و قد قال مقلب القلوب:

إِنَّ عَذََابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ [1]

فإني للناس أن يطمئنوا و هو يناديهم بالتحذر، و لذا قال بعض العرفاء:

«لو حالت بيني و بين من عرفته بالتوحيد خمسين سنة أسطوانة فمات لم أقطع له بالتوحيد، لأني لا أدري ما ظهر له من التقلب» [2] .

فصل خوف سوء الخاتمة و أسبابه‌

قد أشير إلى أن أعظم المخاوف خوف سوء الخاتمة، و له أسباب مختلفة ترجع إلى ثلاثة:

(الأول) و هو الأعظم، و هو أن يغلب على القلب عند سكرات الموت و ظهور أ هواله،

إما الجحود أو الشك، فتقبض الروح في تلك الحالة، و تصير عقدة الجحود أو الشك حجابا بينه و بين اللّه تعالى، و ذلك يقتضى البعد الدائم، و الحرمان اللازم، و خسران الأبد، و العذاب المخلد.

ثم هذا الجحود أو الشك إما يتعلق ببعض العقائد الأصولية، كالتوحيد


[1] المعارج، الآية: 28.

[2] نقل هذه الكلمة في أحياء العلوم (ج 4 ص 149) عن بعض العارفين و لم يذكر اسمه أيضا.

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 269
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست