responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 254

نفسه و جناياته، ازداد الخوف، إذ إدراك القدرة القاهرة و العظمة الباهرة و القوة القوية و العزة الشديدة، يوجب الاضطراب و الدهشة، و لا ريب في أن عظمة اللّه و قدرته و سائر صفاته الجلالية و الجمالية غير متناهية شدة و قوة و يظهر منها على كل نفس ما يطيقه و يستعد له. و أنى لأحد من أولى المدارك أن يحيط بصفاته على ما هي عليه، فإن المدارك عن إدراك غير المتناهي قاصرة. نعم، لبعض المدارك العالية أن يدركه على الإجمال. مع أن ما يظهر للعقلاء من صفاته ليس هو من حقيقة صفاته، بل هو غاية ما تتأدى إليه عقولهم و يتصور كمالا، و لو ظهر قدر ذرة من حقيقة بعض صفاته لأقوى العقول‌ و أعلى المدارك، لاحترق من سبحات وجهه، و تفرقت أجزاؤه من نور ربه. و لو انكشف من بعضها الغطاء لزهقت النفوس و تقطعت القلوب فغاية ما للمدارك العالية من العقول و النفوس القادسة، أن يتصور عدم تناهيها في الشدة و القوة، و كونها في الكمال و البهاء غاية ما يمكن و يتصور و يحتمله ظرف الواقع و نفس الأمر، كما هو الشأن في ذاته سبحانه. و إدراك هذه الغاية أيضا يختلف باختلاف علو المدارك، فمن كان في الدرك أقوى و أقدم كان بربه أعرف، و من كان به أعرف كان منه أخوف، و لذا قال تعالى:

إِنَّمََا يَخْشَى اَللََّهَ مِنْ عِبََادِهِ اَلْعُلَمََاءُ [1]

و قال سيد الرسل: «أنا أخوفكم من اللّه» . و قد قرع سمعك حكايات خوف زمرة المرسلين و من بعدهم من فرق الأولياء و العارفين، و عروض الغشيات المتواترة في كل ليلة لمولانا أمير المؤمنين 7.

و هذا مقتضى كمال المعرفة الموجب لشدة الخوف، إذ كمال المعرفة


[1] الفاطر، الآية: 28.

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 254
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست