responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 253

معدود من أقسام النوع الثاني، إلا أن البقاء عليه و عدم السعي فيما يدفعه من ترك الخطيئات و كسب الطاعات جهل و بطالة، إذ هذا الخوف ناشي‌ء من سوء الاختيار، و قد بعث اللّه الرسل و أوصياءهم لاستخلاص الناس عنه.

فعلاجه ترك المعاصي و تحصيل معالي الأخلاق. و معلوم أن المنهمك في المعاصي مع خوفه من العذاب كالملقي نفسه في البحر أو النار مع خوفه من الغرق و الحرق، و لا ريب في أن إزالة هذا الخوف باختياره، فليترك المعاصي و يجتهد في كسب وظائف الطاعات ليتخلص عنه، و اهتمام أكابر الدين من الأنبياء و المرسلين و الحكماء و الصديقين في وظائف الطاعات و صبرهم على مشاق العبادات و مجاهدتهم مع جنود الشياطين إنما هو لدفع هذا الخوف عن نفوسهم، فهو في الحقيقة ناشي‌ء منك و من سوء اختيارك، فبادر إلى تقليله بالمواظبة على صوالح الأعمال و فضائل الأفعال. و قد يأتي أن هذا الخوف هو سوط الله الباعث على العمل، و معه لو كان مفرطا فليعالج بأسباب الرجاء، و بدونه فلا بد أن يكون حتى يبعثه عليه، على أنه مع عظم جرمه و قصور باعه عن تداركه فلا ينبغي أن ييأس من روح اللّه، فلعل واسع الرحمة السابقة على الغضب يدركه بسابقة من القضاء و القدر.

فصل الخوف المحمود و أقسامه و درجاته‌

و للنوع الثاني من الخوف أقسام: (الأول) أن يكون من اللّه سبحانه و من عظمته و كبريائه، و هذا هو المسمى بالخشية و الرهبة في عرف أرباب القلوب. (الثاني) من جناية العبد باقترافه المعاصي. (الثالث) أن يكون منهما جميعا. و كلما ازدادت المعرفة بجلال اللّه و عظمته و تعاليه و بعيوب‌

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 253
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست