responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 236

العشاق المستهترين عند لقاء المعشوق، و لا تظن أن هذا التفكر-بل أدنى مراتب التلذذ بالتفكر في عظمة اللّه و جلاله-ممكن الحصول بدون الانفكاك عن جميع الرذائل المهلكة و الاتصاف بجميع الفضائل المنجية، فإن حال المتفكر في جلال اللّه و عظمته مع اتصافه بالأخلاق الرذيلة، كحال العاشق الذي خلي بمحبوبته، و كان تحت ثيابه حيات و عقارب تلدغه مرة بعد أخرى، فتمنعه عن لذة المشاهدة و الأنس. و لا يتم ابتهاجه إلا بإخراجها عن ثيابه و لا ريب أن الملكات الرذيلة كلها كالحيات و العقارب مؤذيات و مشوشات، و من كان له أدنى معرفة و توجه إلى مناجاة ربه و كان في نفسه شي‌ء منها، يجد أنه كيف يشوشه و يصده عن الابتهاج، ثم إن لدغ هذه الصفات لا يظهر ظهورا بينا للمنهمكين في علائق الطبيعة، و بعد مفارقة النفس عن البدن يشتد ألم لدغها بحيث يزيد على ألم لدغ الحيات و العقارب بمراتب شتى.

نصيحة

تيقظ-يا حبيبي-من نوم الغفلة، و تفكر اليوم لغدك، قبل أن تنشب مخالب الموت في جسدك، و لا تنفك قوتك العاقلة عن التفكر في صفاتك و أحوالك، و اعلم على سبيل القطع و اليقين أن كل ما في نفسك من فضيلة أو رذيلة و كل ما يصدر عنك من طاعة أو معصية يكون بإزائه جزاء عند رحلتك عن هذه الدار الفانية، و اسمع‌ قول سيد الرسل-6-و لو كنت ذا قلب لكفاك إيقاظا و تنبيها، حيث قال: «إن روح القدس نفث في روعي: أحب ما أحببت فإنك مفارقه، و عش ما شئت فإنك ميت، و اعمل ما شئت فإنك مجزى به» . و لعمري إنك إن كنت مؤمنا بالمبدإ و المعاد لكفاك هذا الكلام واعظا و حائلا بينك و بين الالتفات إلى الدنيا و أهلها. و بالجملة: ينبغي للمؤمن ألا يخلو في كل يوم و ليلة عن الفكر

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست