responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 21

أنها لا تختص بهذا الكتاب وحده من بين كتب الأخلاق الإسلامية، بل هذا ديدنها، و كأن همّ أصحابها من الاستشهاد بالمنقولات نفس أداء الفكرة فإذا كانت بحسب نظرهم صحيحة مقبولة في نفسها فلا يجب عندهم أن يكون الحديث الذي يتضمنها صحيحا مقبولا في عرف أهل الحديث، فإذا قال المحدث: «قال النبي و الإمام كذا» ، يعني بذلك أن هذا القول ثابت بالنقل الصحيح الموثوق به، و إلا فيقول «روى عنه كذا» أو ما يشبه ذلك أما الأخلاق فلا يعني بذلك القول إلا أنه مروي عنه بأي طريق كان.

و لعل لهذا التسامح عذرا مقبولا في مذهبهم على ما قدمنا، لو لم تكن فيه إساءة إلى أمانة النقل في أهم تراث إسلامي ديني، في حين كان من الممكن تحشيها بقليل من التحقيق و البحث، على أن في الثابت الصحيح عن آل البيت-:-ما فيه الكفاية للإمام بنواحي الأخلاق المطلوبة، و ما في (الكافي) كاف وحده في هذا الباب. و كنا نتمنى -أثناء التصحيح-على صاحب كتابنا هذا ألا يتبع هذه العادة عند الأخلاقيين، فيزيد على فائدته الأخلاقية فائدة أخرى في تحقيق الأحاديث الصحيحة.

اما أسلوب الكتاب الأدبي، فهو يمثل إلى حد ما عصره الذي ضعفت فيه اللغة إلى حد كبير، بالرغم على أن الفلاسفة الإشراقيين اشتهروا في تلك العصور بحسن البيان و قوة الأسلوب، لا سيما في العصر السابق على عصر المؤلف، كالسيد الداماد العظيم المتوفى 1041، و تلميذه النابغة الجليل المولى صدر المتقدم ذكره، حتى كان يسمى الأول: أمير البيان، و لعل الثاني أحق بهذا اللقب. غير أن صاحبنا لا يحسب في عداد الفلاسفة و إن ارتشف من منهلهم. على أنه كان يقتبس كثيرا نص عبارات غيره استراحة إليها.

و هذه سنة مستساغة عند المؤلفين الأخلاقيين، و كأن كتبهم يجدونها مشاعة

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست