في هذا العصر سيكون له أثره المحسوس في توجيه أمتنا نحو الخير، بعد أن نفدت طبعته الأولى و عزت نسخته، و لا سيما أن خطباء المنابر-فيما اعتقد- ستكون لهم الحصة الوافرة في التأثر به و نقل تأثرهم إلى سواد الأمة الذين هم المعول عليهم في نهضتنا الأخلاقية المقبلة.
و هذا ما دفعني-و اللّه هو الشاهد علي-إلى السهر على تصحيح الكتاب و تدقيقه، ليخرج بهذه الحلقة، و إن كانت ظروفي الخاصة كادت أن تحول دون التفرغ له، لو لا أني توكلت على اللّه و وطنت نفسي على تجاهلها و إهمال كثير مما يجب العناية به، و الحمد للّه على توفيقه.
النواحي الفنية في الكتاب
من أهم ما يؤاخذ به كتابنا هذا، اعتماده على المراسيل في الأحاديث، و تسجيل كل ما يرى أمامه من المنقولات: غثها و سمينها، من دون إشارة إلى التمييز و لا إلى المصادر، حتى نقل كثيرا عن إحياء العلوم. و تعمد النقل عن مثل جامع الأخبار و مصباح الشريعة، اللذين يشهد أسلوبهما على وضع أكثر ما فيهما. و قد وجدنا صعوبة كبيرة في العثور على جملة من مصادر هذه المنقولات لتصحيحها، و قد يستغرق البحث للعثور على مصدر خبر واحد أياما، كما قد يذهب البحث سدى. و ما كان يهمنا من الرجوع إلى المصادر إلا تصحيح المنقولات لا إثبات مصادرها، فلذلك لا نشير في الحاشية إلى المصدر إلا إذا وجدنا اختلافا في نصه في النسخ، فنقول:
صححناه على كذا مصدر. و بهذه المناسبة لا بد من الاعتراف بالجميل، فنذكر الأستاذ الفاضل السيد عبد الرزاق المقرم بالشكر لما أعاننا عليه من الفحص عن بعض الروايات.
و الذي يهون الخطب في هذه المؤاخذة-على أن لها قيمتها الفنية-