responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 207

فإن المربع تخرج منه زوايا ضايعة، و شكل النحل مستدير مستطيل، فترك المربع حتى لا تضيع الزوايا فتبقى فارغة، و لو بناها مستديرة لبقيت خارج البيوت فرج ضايعة، لأن الأشكال المستديرة إذا اجتمعت لم تجتمع متراصة و لا شكل في الإشكال ذوات الزوايا يقرب في الوسعة و الاحتواء من المستدير ثم تتراص الجملة منه بحيث لا يبقى بعد اجتماعها فرجة إلا المسدس، فهذه خاصية هذا الشكل. فانظر كيف علم اللّه النحل مع صغر جرمها لطفا بها و عناية بوجودها ليهنأ عيشها، فسبحانه ما أعظم شأنه. و ما ذكرناه قدر يسير من عجائب الحكمة المودعة فيها، و ما فيها من العجائب الظاهرة و الباطنة مما لا يمكن الإحاطة به.

و أما (الإنسان)

فنقول: لا ريب في أن أول كل إنسان قطرة من ماء قذرة، لو خليت بنفسها لأنتنها الهواء و أفسدها، و كانت متفرقة في جميع أجزاء بدن الذكر، فألقى اللّه بلطائف حكمته محبة بينه و بين الأنثى و قادهما بسلاسل الشهوة إلى الاجتماع، و استخرج هذه النطفة المنتنة بحركة الوقاع و أعطى لآلة الرجل قوة دافعة، و لرحم الأنثى قوة جاذبة، حتى جذبتها من فم الإحليل إلى نفسها، و امتزجت بمني الأنثى بحيث صارتا واحدة، و استقرت في الرحم، و جعل مبدأ عقد الصورة في مني الذكر، و مبدأ انعقادها في مني الأنثى، فهما بالنظر إلى الجنين كالأنفحة و اللبن بالقياس إلى الجبن، و الحق إن لكل من المنيين القوة العاقدة و المنعقدة، إلا أن الأولى في الذكورى و الثانية فى الأنوثى أقوى، و إلا لم يتحدا شيئا واحدا، و لم ينعقد الذكورى حتى يصير جزءا من الولد. فلو كان مزاج الأنثى ذكوريا كما في النساء الشريفة النفوس القوية القوى، و كان مزاج كبدها حارا، كان المني المنفصل عن كليتها اليمنى أحر كثيرا من المنفصل عن كليتها اليسرى، فإذا اجتمعا في الرحم،

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست