responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 208

و كان مزاج الرحم قويا في الإمساك و الجذب، قام المنفصل عن الكلية اليمنى مقام مني الذكر في شدة قوة العقد، و المنفصل من اليسرى مقام مني الأنثى في قوة الانعقاد، فيختلق الولد، و بهذا تتصحح ولادة مريم البتول-3- حيث تمثل لها روح القدس بشرا سويا حسن الصورة، فمع تحقق ما ذكر لها تأيدت به-أي بروح القدس-و سرى أثر اتصالها به إلى الطبيعة و البدن و تغير مزاجها و مد جميع القوى في أفعالها بالمدد الروحاني، فصارت أقدر على أفعالها بما لا ينضبط بالقياس.

ثم ابتدأ خلق الجنين في استقرار الماءين في الرحم، و شبه بالعجين إذا ألصق بالتنور، فغيره اللّه تعالى سبحانه عن حاله قليلا، كالبذر إذا نبت من الأرض، فصارت نطفة، فاستجلب دم الحيض من أعماق العروق إليها، حتى ظهرت فيها نقط دموية منه و صارت علقة. ثم أظهر فيها حمرة ظاهرة حتى صار شبيها بالدم الجامد، و هيج فيها ريحا حارة فصارت مضغة. ثم أظهر فيها رسوم الأعضاء و شكلها و صورها، فأحسن تصويرها، فقسم أجزاءها المتشابهة إلى أجزاء مختلفة من العظام و الأعصاب و العروق و الأوتار و اللحم و الشحم.

ثم ركب الأعضاء الظاهرة و الباطنة من اللحم و العروق و الأعصاب، فدور الرأس، و شق البصر و السمع و الفم و الأنف و سائر المنافذ، و مد اليد و الرجل، و قسم رءوسها بالأصابع و قسم الأصابع بالأنامل، و خلق كل واحد من القلب و الدماغ و الكبد و الطحال و المعدة و الرئة و الرحم و المثانة و الأمعاء و غيرها من الأعضاء على شكل مخصوص، و جعل لكل واحد منها عملا معينا و فعلا مخصوصا، و جميع ذلك يحصل للجنين و هو في ظلمة الأحشاء محبوس و في دم الحيض مغموس، منضم في صرة، كفاه على خديه، و مرفقاه على حقويه، جمعت ركبتاه على صدره و ذقنه على رأس ركبتيه، و هو كشبه‌

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست