responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 187

النفوس بأنها الداء العضال و يتعسر دفعه بالمرة، و ربما قيل بتعذره، و لكن الحق إمكانه، لقول النبي-6-: «من صلى ركعتين لم تتحدث نفسه فيهما بشي‌ء غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر» ، و لو لا إمكانه لم يتصور ذلك.

و السر في صعوبة قطعها بالكلية أن للشيطان جندين: جندا يطير و جندا يسير، و الواهمة جنده الطيار، و الشهوة جنده السيار، لأن غالب ما خلقتا منه هي النار التي خلق منها الشيطان، فالمناسبة اقتضت تسلطه عليهما و تبعيتهما له.

ثم لما كانت النار بذاتها مقتضية للحركة، إذ لا تتصور نار مشتعلة لا تتحرك، بل لا تزال تتحرك بطبعها، فشأن كل من الشيطان و القوتين أن يتحرك و لا يسكن، إلا أن الشيطان لما خلق من النار الصرفة من دون امتزاج شي‌ء آخر بها فهو دائم الحركة و التحريك للقوتين بالوسوسة و الهيجان، و القوتان لما امتزج بغالب مادتهما-أعني النار-شي‌ء من الطين لم تكونا بمثابة ما خلق من صرف النار في الحركة، إلا أنهما استعدتا لقبول الحركة منه، فلا يزال الشيطان ينفخ فيهما و يحركهما بالوسوسة و الهيجان و يطير و يجول فيهما ثم الشهوة لكون النارية فيها أقل فسكونها ممكن، فيحتمل أن يكف تسلط الشيطان عن الإنسان فيها، فيسكن بالكلية عن الهيجان. و أما الواهمة فلا يمكن أن يقطع تسلطه عنها، فيمتنع قطع وسواسه عن الإنسان، إذ لو أمكن قطعه أيضا بالمرة، لصار اللعين منقادا للإنسان مسخرا له، و انقياده له هو سجوده له، إذ روح السجود و حقيقته هو الانقياد و الإطاعة، و وضع الجبهة حالته و علامته، و كيف يتصور أن يسجد الملعون لأولاد آدم 7 مع عدم سجوده لأبيهم و استكباره من أن يطمئن عن حركته ساجدا له معللا بقوله:

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست