responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 188

خَلَقْتَنِي مِنْ نََارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ [1]

فلا يمكن أن يتواضع لهم بالكف عن الوسوسة، بل هو من المنظرين لإغوائهم إلى يوم الدين، فلا يتخلص منه أحد إلا من أصبح و همومه هم واحد فيكون قلبه مشتغلا باللّه وحده، فلا يجد الملعون مجالا فيه، و مثله من المخلصين الداخلين في الاستثناء [2] عن سلطنة هذا اللعين، فلا تظنن أنه يخلو عنه قلب فارغ، بل هو سيال يجرى من ابن آدم مجرى الدم، و سيلانه مثل الهواء في القدح، فإنك إن أردت أن تخلى القدح عن الهواء من غير أن تشغله بمثل الماء فقد طمعت في غير مطمع، بل بقدر ما يدخل فيه الماء يخلو عن الهواء، فكذلك القلب إذا كان مشغولا بفكر مهم في الدين يمكن أن يخلو من جولان هذا اللعين، و أما لو غفل عن اللّه و لو في لحظة، فليس له في تلك اللحظة قرين إلا الشيطان، كما قال سبحانه:

وَ مَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ اَلرَّحْمََنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطََاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ [3] .

و قال رسول اللّه-6-: «إن اللّه يبغض الشاب الفارغ» ، لأن الشاب إذا تعطل عن عمل مباح يشغل باطنه لا بد أن يدخل في قلبه الشيطان و يعيش فيه و يبيض و يفرخ، و هكذا يتوالد نسل الشيطان توالدا أسرع من توالد الحيوانات، لأن الشيطان طبعه من النار، و الشهوة


[1] الأعراف، الآية: 12.

[2] إشارة إلى قوله تعالى: قََالَ رَبِّ بِمََا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي اَلْأَرْضِ وَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ `إِلاََّ عِبََادَكَ مِنْهُمُ اَلْمُخْلَصِينَ الحجر الآية: 40.

[3] الزخرف، الآية 35.

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست