فالخلاص من أيدي الشياطين يحتاج إلى مجاهدة عظيمة رياضة شاقة، فمن لم يقم في مقام المجاهدة كانت نفسه هدفا لسهام وساوسهم و داخلة في أحزابهم
فصل (تسويلات الشيطان و وساوسه)
لما كانت طرق الباطل كثيرة و طريق الحق واحدة، فالأبواب المفتوحة للشيطان إلى القلب كثيرة، و باب الملائكة واحدة، و لذا روي أن النبي-6-خط يوما لأصحابه خطا و قال! «هذا سبيل اللّه» ، ثم خط خطوطا عن يمينه و شماله فقال: «هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه» ، ثم تلا قوله سبحانه:
ثم لسهولة ميل النفس إلى الباطل و عسر انقيادها للحق تكون الطرق المؤدية إلى الباطل التي هي أبواب الشيطان جلية ظاهرة، فكانت أبواب الشيطان مفتوحة أبدا، و الطرق المؤدية إلى الحق التي هي باب الملائكة خفية.
فكان باب الملائكة مسدودا دائما، فما أصعب بالمسكين ابن آدم أن يسد هذه الأبواب الكثيرة الظاهرة المفتوحة و يفتح بابا واحدا خفيا مسدودا، على أن