responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 181

(و منها) الوسواس في العقائد، بحيث لا يؤدي إلى الشك المزيل لليقين، فإنه قادح في الإيمان كما تقدم. و مرادنا بالوسوسة و حديث النفس في العقائد هنا ما لا يضر بالإيمان و لا يؤاخذ به-كما يأتي-.

(تذنيب) قد ظهر مما ذكر: أن أكثر جولان الخاطر إنما يكون في فائت لا تدارك له، أو في مستقبل لا بد و أن يحصل منه ما هو مقدر، و كيف كان هو تضييع لوقته، إذ آلة العبد قلبه و بضاعته عمره، فإذا غفل القلب في نفس واحد عن ذكر يستفيد به أنسا باللّه أو عن فكر يستفيد معرفة اللّه ليستفيد بالمعرفة حبا للّه، فهو مغبون. و هذا إن كان فكره و وسواسه في المباحات، مع أن الغالب ليس كذلك، بل يتفكر في وجوه الحيل لقضاء الشهوات، إذ لا يزال ينازع في الباطن كل من فعل فعلا مخالفا لغرضه، أو من يتوهم أنه ينازعه و يخالفه في رأيه، بل يقدر المخالفة من أخلص الناس في حبه حتى في أهله و ولده، ثم يتفكر في كيفية زجرهم و قهرهم و جوابهم عما يتعللون به في مخالفتهم فلا يزال في شغل دائم مضيع لدينه و دنياه.

فصل (المطاردة بين جندي الملائكة و الشياطين في معركة النفس)

قد عرفت أن الوسواس أثر الشيطان الخناس، و الإلهام عمل الملائكة الكرام. و لا ريب في أن كل نفس في بدو فطرتها قابلة لأثر كل منهما على التساوي، و إنما يترجح أحدهما بمتابعة الهوى و ملازمة الورع و التقوى، فإذا مالت النفس إلى مقتضى شهوة أو غضب وجد الشيطان مجالا فيدخل بالوسوسة، و إذا انصرفت إلى ذكر اللّه ضاق مجاله و ارتحل فيدخل، الملك بالإلهام. فلا يزال التطارد بين جندي الملائكة و الشياطين في معركة النفس.

لهيولانية وجودها و قابليتها للأمرين بتوسط قوتيها العقلية و الوهمية، إلى أن‌

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 181
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست