responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 170

و أما من لم ينشرح بنور اللّه صدره، قصرت بصيرته عن ملاحظة جبار السماوات و الأرض و مشاهدة كونه وراء الكل، فوقف في الطريق على بعض المسخرات، و هو جهل محض. و غلطه في ذلك كغلط النملة مثلا لو كانت تدب على الكاغد فترى رأس القلم يسود الكاغد، و لم يمتد بصرها إلى الأصابع و اليد، فضلا عن صاحب اليد، و ظنت أن القلم هو المسود للبياض، و ذلك لقصور بصرها عن مجاوزة رأس القلم لضيق حدقتها.

فصل مناجاة السر لأرباب القلوب)

قال بعض العارفين‌ [1] : أرباب القلوب و المشاهدات قد انطلق اللّه في حقهم كل ذرة في الأرض و السماوات بقدرته التي أنطق بها كل شي‌ء، حتى سمعوا تقديسها و تسبيحها و شهادتها على نفسها بالعجز، بلسان الواقع الذي هو ليس بعربي و لا أعجمي و ليس فيه حرف و صوت، و لا يسمعه أحد إلا بالسمع العقلي الملكوتي دون السمع الظاهر الحسي الناسوتي، و هذا النطق الذي لكل ذرة من الأرض و السماوات مع أرباب القلوب إنما هو (مناجاة السر) ، و ذلك مما لا ينحصر و لا يتناهى، فإنها كلمات تستعد [2] من بحر كلام اللّه الذي لا نهاية له:


[1] المقصود به (أبو حامد الغزالي) في إحياء العلوم، راجع الجزء الرابع ص 114 المطبوع بالمطبعة العثمانية بمصر سنة 1352، و سترى أن هذه الفصول مقتبسة منه بتغيير في العبارة و تقديم و تأخير. و كذلك هذا الفصل المنقول عنه فيه تغيير و اختصار كثير، و صاحب الكتاب اعترف-فيما سيأتي-باقتباس هذه الفصول من الغزالي.

[2] و في نسختنا الخطية: (لأنها كلام يستمد) ، و لكن الموجود في المطبوعة و في نسخة إحياء العلوم كما أثبتناه في المتن.

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست