responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 171

قُلْ لَوْ كََانَ اَلْبَحْرُ مِدََاداً لِكَلِمََاتِ رَبِّي لَنَفِدَ اَلْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمََاتُ رَبِّي وَ لَوْ جِئْنََا بِمِثْلِهِ مَدَداً [1] .

ثم إنها لما كانت مناجية بأسرار الملك و الملكوت، و ليس كل أحد موضعا للسر، بل صدور الأحرار قبور الأسرار، فاختصت مناجاتها بالأحرار من أرباب القلوب. و هم أيضا لا يحكون هذه الأسرار لغيرهم، إذ إفشاء السر لؤم و هل رأيت قط أمينا على أسرار الملك قد نوجي بخفاياه فينادى بها على الملإ من الخلق، و لو جاز إفشاء كل سر لما نهى النبي-6-عن إفشاء سر القدر، و لما خص أمير المؤمنين (ع) ببعض الأسرار، و لما قال-6-: «لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا» بل كان يذكر لهم ذلك حتى يبكون و لا يضحكون.

فإذن عن حكايات مناجاة ذرات الملك و الملكوت لقلوب أرباب المشاهدة مانعان: (أحدهما) المنع عن إفشاء السر، (ثانيهما) خروج كلماتها عن الحصر و النهاية. و نحن نحكي في فعل الكتابة قدرا يسيرا من مناجاة بعض ما يرى أسبابا و وسائط، و إقرارها بالعجز على أنفسها، ليقاس عليه جميع الأفعال الصادرة عن جميع الأسباب و الوسائط المسخرة تحت قدرة اللّه، و يفهم به على الإجمال كيفية ابتناء التوكل عليه، و نرد لضرورة التفهم كلماتها الملكوتية إلى الحروف و الأصوات، و إن لم تكن أصواتا و حروفا، فنقول:

قال بعض الناظرين عن مشكاة نور اللّه للكاغد، و قد رأى وجهه أسود بالحبر: «لم سودت وجهك و قد كان أبيض مشرقا؟» .

فقال: «ما سودت وجهي، و إنما سوده الحبر، فاسأله لم فعل كذا؟» .


[1] الكهف، الآية: 109.

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 171
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست