responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 168

يطلق عليه اسم، فالمتفرد بإبداعه و اختراعه هو اللّه تعالى لا شريك له فيه، و إذا انكشف له هذا لم ينظر إلى غيره، بل كان منه خوفه و إليه رجاؤه، و به ثقته و عليه اتكاله، فإنه الفاعل بالانفراد دون غيره، و ما سواه مسخرون لا استقلال لهم بتحريك ذرة في ملكوت السماوات و الأرض و إذا انفتح له أبواب المعارف اتضح له هذا اتضاحا أتم من المشاهدة بالبصر، و إنما يصده الشيطان عن هذا التوحيد، و يوقع في قلبه شائبة الشرك بالالتفات إلى بعض الوسائط التي يتراءى في بادي النظر منشئيتها لبعض الأمور، كالاعتماد على الغيم في نزول المطر، و على المطر في خروج الزرع و نباته و نمائه، و على الريح في استواء السفينة و سيرها، و على بعض نظرات الكواكب و اتصالاتها في حدوث بعض الحوادث في الأرض، و كالالتفات إلى اختيار بعض الحيوانات و قدرتها على بعض الافعال، فيوسوس الشيطان في قلبه و يقول له: كيف ترى الكل من اللّه تعالى، و هذا الإنسان يعطيك رزقك باختياره فإن شاء أعطاك و إن شاء منع، و هذا الشخص قادر على جز رقبتك بسيفه فإن شاء جز رقبتك و إن شاء عفى عنك، فكيف لا تخافه و لا ترجوه و أمرك بيده، و أنت تشاهد ذلك و لا تشك فيه؟! و لا ريب في أن أمثال هذه الالتفاتات جهل بحقائق الأمور، و من مكن الشيطان و سلطه على نفسه حتى يوقع هذه الوساوس في قلبه فهو من الجاهلين بأبواب المعارف، إذ من انكشف له أمر العالم كما هو عليه، علم أن السماء و الكواكب و الريح و الغيم و المطر و الإنسان و الحيوان... و غير ذلك من المخلوقات كلهم مقهورون مسخرون للواحد الحق الذي لا شريك له، فيعلم أن الريح مثلا هواء، و الهواء لا يتحرك بنفسه ما لم يحركه محرك، و هذا المحرك لا يحرك الهواء ما لم يحركه على التحريك محرك آخر... و هكذا إلى أن ينتهي‌

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست