responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 167

و ارتكازه في قلبه أن لا يرى في نظر شهوده إلا هو، و يغيب عنه غيره، لقصر نظر بصيرته الباطنة على ما هو الحقيقة و الواقع. و مما يكسر سورة استبعادك:

أن المشغول بالسلطان و المستغرق في ملاحظة سطوته ربما غفل عن مشاهدة غيره، و أن العاشق قد يستغرق في مشاهدة جمال معشوقة و يبهره حبه بحيث لا يرى غيره، مع تحقق الكثرة عنده، و أن الكواكب موجودة في النهار مع أنها لا ترى لمغلوبية أنوارها و اضمحلالها في جنب نور الشمس، فإذا جاز أن يغلب نور الشمس على نور الكواكب و يقهرها بحيث يضمحل و يغيب عن بصر الظاهر، فأي استبعاد في أن يغلب نور الوجود الحقيقي القاهر على الموجودات الضعيفة الإمكانية و يقهرها، بحيث يغيب عن نظر العقل و البصيرة ثم هذه المشاهدات التي لا يظهر فيها إلا اللّه الواحد الحق لا تدوم، بل هي كالبرق الخاطف و الدوام فيها عزيز نادر.

فصل (ابتناء التوكل على حصر المؤثر في اللّه تعالى)

اعلم: أنه لا يمكن التوكل على اللّه تعالى في الأمور حق التوكل إلا بالبلوغ إلى المرتبة الثالثة من التوحيد، و هي التي يرتبط بها التوكل دون غيرها من المراتب، إذ المرتبة الرابعة لا يتوقف و لا يبتني عليها التوكل، و الأولى مجرد نفاق لا يفيد شيئا-و الثانية-أعني مجرد التوحيد بالاعتقاد-لا يورث حال توكل كما ينبغي، فإنه موجود في عموم المسلمين مع عدم وجود التوكل كما ينبغي فيهم.

فالمناط في التوكل هو ثالث المراتب في التوحيد، و هو أن ينكشف للعبد بنور الحق أن لا فاعل إلا اللّه، و أن كل موجود: من خلق و رزق و عطاء و منع و غنى و فقر، و صحة و مرض، و عز و ذل، و حياة و موت... إلى غير ذلك مما

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست