responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 166

مذموم الظاهر و الباطن، لكن ينفع مدة في حفظ المرتبة الثانية إلى وقت الموت، و المرتبة الثانية: كالقشرة السفلى، فكما أن هذه القشرة ظاهرة النفع بالإضافة إلى القشرة العليا، فإنها تصون اللب عن الفساد عند الادخار، و إذا فصلت أمكن أن ينتفع بها حطبا، لكنها نازلة القدر بالإضافة إلى اللب، فكذلك مجرد الاعتقاد من غير كشف كثير النفع بالنسبة إلى مجرد نطق اللسان، إذ تحصل به النجاة في الآخرة، لكنه ناقص القدر بالإضافة إلى الكشف و العيان الذي يحصل بانشراح الصدر و انفتاحه بإشراق نور الحق فيه. و المرتبة الثالثة: كاللب، و كما أن اللب نفيس في نفسه بالإضافة إلى القشر و كأنه المقصود لكنه لا يخلو عن شوب عصارة بالإضافة إلى الدهن منه فكذلك توحيد الفعل على طريق الكشف مقصد عال للسالكين، إلا أنه لا يخلو عن شوب ملاحظة الغير و الالتفات إلى الكثرة بالإضافة إلى من لا يشاهد سوى الواحد الحق، و المرتبة الرابعة: كالدهن المستخرج من اللب، و كما أن اللب هو المطلوب لذاته و المرغوب في نفسه. فكذلك قصر النظر على مشاهدة الحق الأول هو المقصود لذاته و المحبوب في نفسه.

[تنبيه‌]إن قيل: كيف يمكن تحقيق المرتبة الرابعة من التوحيد لتوقفها على عدم مشاهدة غير الواحد، مع أن كل أحد يشاهد الأرض و السماء و سائر الأجسام المحسوسة و هي كثيرة، فكيف يكون الكثير واحدا؟ (قلنا) : من تيقن أن الممكنات بأسرها أعدام صرفة في نفسها، و أن ما به تحققها من اللّه سبحانه، ثم أحاط على قلبه نور عظمته و جلاله بحيث بهره و غلب على قلبه الحب و الأنس حتى عن غيره أغفله، فأي استبعاد في أن يوجب شدة استغراقه في لجة العظمة و الجلال و الكمال و الجمال و غلبة الحب و الأنس عليه، مع عدمية الكثرة و وحدة ما به التحقق عنده و رسوخ ذلك، ـ

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست