responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 165

و لب اللب كالجوز الذي له قشرتان و له لب، و اللب دهن و هو لب اللب.

(فالمرتبة الأولى) أن يقول الإنسان باللسان: لا إله إلا اللّه، و قلبه منكر و غافل عنه، كتوحيد المنافقين، و هذا توحيد بمجرد اللسان و لا فائدة فيه إلا حفظ صاحبه في الدنيا من السيف و السنان. (الثانية) أن يصدق بمعنى اللفظ قلبه، كما هو شأن عموم المسلمين، و هو اعتقاد العوام و صاحبه موحد، بمعنى أنه معتقد بقلبه خال عن التكذيب بما انعقد عليه قلبه. و هو عقد على القلب لا يوجب انشراحا و انفتاحا و صفاء له، و لكنه يحفظ صاحبه عن العذاب في الآخرة إن مات عليه و لم يضعف بالمعاصي. (الثالثة) أن يشاهد ذلك بطريق الكشف بواسطة نور الحق، و ذلك بأن يرى أشياء كثيرة و لكن يراها بكثرتها صادرة عن الواحد الحق، و هو مقام المقربين و صاحبه موحد بمعنى أنه لا يشاهد إلا فاعلا و مؤثرا واحدا، لأنه انكشف له الحق كما هو عليه. (الرابعة) ألا يرى في الوجود إلا واحدا، و يسميه أهل المعرفة الفناء في التوحيد، لأنه من حيث لا يرى إلا واحدا فلا يرى نفسه أيضا، و إذا لم ير نفسه، لكونه مستغرقا بالواحد كان فانيا عن نفسه في توحيده، بمعنى أنه فنى عن رؤية نفسه، و هو مشاهدة الصديقين، و صاحبه موحد بمعنى أنه لم يحضر في شهوده غير الواحد، فلا يرى الكل من حيث إنه كثير بل من حيث إنه واحد. و هذا هي الغاية القصوى في التوحيد.

فالمرتبة الأولى: كالقشرة العليا من الجوز، و كما أن هذه القشرة لا خير فيها أصلا، بل إن أكلتها فهي مر المذاق، و إن نظرت إلى باطنها فهو كريه المنظر، و إن اتخذتها حطبا أطفأت النار و أكثرت الدخان، و إن تركتها في البيت ضيقت المكان، فلا تصلح إلا أن تترك مدة على الجوز لحفظ القشرة السفلى، ثم ترمى، فكذلك التوحيد بمجرد اللسان عديم الجدوى كثير الضرر

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست