متناه يمكن لها الإحاطة به، و صورة عالمي الملكوت و الجبروت بقدر ما يتمكن منه بحسب مرتبته، لأنهما الإسرار الغائبة عن مشاهدة الأبصار المختصة بإدراك البصائر، و هي غير متناهية، و ما يلوح منها للنفس متناه، و إن كانت فى نفسها و بالإضافة إلى علم اللّه سبحانه و غير متناهية، و مجموع تلك العوالم يسمى بـ (العالم الربوبي) ، إذ كل ما في الوجود من البداية إلى النهاية منسوب إلى اللّه سبحانه، و ليس في الوجود سوى اللّه سبحانه و أفعاله و آثاره، فالعالم الربوبي و الحضرة الربوبية هو العالم المحيط بكل الموجودات، فعدم تناهية ظاهر بين، فلا يمكن للنفس أن تحيط بكله، بل يظهر لها منه بقدر قوتها و استعدادها. ثم بقدر ما يحصل للنفس من التصفية و التزكية و ما يتجلى لها من الحقائق و الأسرار، و من معرفة عظمة اللّه و معرفة صفات جلاله و نعوت جماله تحصل لها السعادة و البهجة و اللذة و النعمة في نعيم الجنة، و تكون سعة مملكته فيها بحسب سعة معرفته باللّه و بعظمته و بصفاته و أفعاله، و كل منها لا نهاية له. و لذا لا تستقر النفس في مقام من المعرفة. و البهجة و الكمال و التفوق و الغلبة تكون غاية طلبتها، و لا تكون طالبة لما فوقها.
و ما اعتقده جماعة من أن ما يحصل للنفس من المعارف الإلهية و الفضائل الخلقية هي الجنة بعينها فهو عندنا باطل، بل هي موجبة لاستحقاق الجنة التي هي دار السرور و البهجة.
و منها:
الشرك
و هو أن يرى في الوجود مؤثرا غير اللّه سبحانه، فإن عبد هذا الغير -سواء كان صنما أو كوكبا أو إنسانا أو شيطانا-كان شرك عبادة، و إن لم يعبده و لكن لاعتقاد كونه منشأ أثر أطاعه فيما لا يرضي اللّه فهو شرك طاعة