responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 162

الترتيب المخصوص و الشرائط المقررة، و هو بمنزلة العثور على الجهة التي فيها الصورة.

و لولا هذه الأسباب المانعة للنفوس عن إفاضة الحقائق اليقينية إليها، لكانت عالمة بجميع الأشياء المرتسمة في العقول الفعالة، إذ كل نفس لكونها أمرا ربانيا و جوهرا ملكوتيا فهي بحسب الفطرة صالحة لمعرفة الحقائق، و لذا امتازت عن سائر المخلوقات من السماوات و الأرض و الجبال، و صارت قابلة لحمل أمانة اللّه‌ [1] التي هي المعرفة و التوحيد، فحرمان النفس عن معرفة أعيان الموجودات إنما هو لأحد هذه الموانع، و قد أشار سيد الرسل-6-الى مانع التعصب و التقليد بقوله-6- «كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه يهودانه و يمجسانه‌ [2]

و ينصرانه» ، و إلى مانع كدورات المعاصي و صدأها بقوله-6-: «لو لا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا إلى ملكوت السماوات و الأرض» . فلو ارتفعت عن النفس حجب السيئات و التعصب و حاذت شطر الحق الأول تجلت لها صورة عالم الملك و الشهادة بأسره، إذ هو


[1] إشارة إلى قوله تعالى: إِنََّا عَرَضْنَا اَلْأَمََانَةَ عَلَى اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ وَ اَلْجِبََالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهََا وَ أَشْفَقْنَ مِنْهََا وَ حَمَلَهَا اَلْإِنْسََانُ إِنَّهُ كََانَ ظَلُوماً جَهُولاً الأحزاب، الآية: 72.

[2] روى السيد المرتضى علم الهدى هذا الحديث في الجزء الثالث من أماليه بدون كلمة (يمجسانه) ، و كذا في غوالي اللئالى، إلا أن المعروف في روايته إضافة كلمة (يمجسانه) و لكنها بعد كلمة (ينصرانه) ، كما أرسلها في مجمع البيان: ج 8 ص 303 طبع صيدا، و كذا في مجمع البحرين في مادة (فطر) ، و كذا في صحيح البخاري: ج 1 ص 206، و صحيح مسلم: ج 2 ص 413، و معالم التنزيل في هامش تفسير الخازن: ج 5 ص 172، و غير هؤلاء.

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست