و قال-7-! «ليس شيء الا و له حد» قيل!فما حد التوكل؟قال! «اليقين» ، قيل!فما حد اليقين؟قال! «ألا تخاف مع اللّه شيئا» .و عنه-7-! «من صحة يقين المرء المسلم ألا يرضى الناس بسخط اللّه و لا يلومهم على ما لم يؤته اللّه فإن الرزق لا يسوقه حرص حريص و لا ترده كراهية كاره، و لو أن أحدكم فرّ من رزقه كما يفرّ من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت» .
(و منها) أن يكون في جميع الأحوال خاضعا للّه سبحانه.
خاشعا منه، قائما بوظائف خدمته في السر و العلن، مواظبا على امتثال ما أعطته الشريعة من الفرائض و السنن، متوجها بشراشره إليه، متخضعا متذللا بين يديه، معرضا عن جميع ما عداه، مفرغا قلبه عما سواء، منصرفا بفكره إلى جناب قدسه، مستغرقا في لجة حبه و أنسه، و السر أن صاحب اليقين عارف باللّه و عظمته و قدرته، و بأن اللّه تعالى مشاهد لأعماله و أفعاله، مطلع على خفايا ضميره و هواجس خاطره، و أن:
فيكون دائما في مقام الشهود لديه و الحضور بين يديه، فلا ينفك لحظة عن الحياء و الخجل و الاشتغال بوظائف الأدب و الخدمة، و يكون سعيه في تخلية باطنه عن الرذائل و تحليته بالفضائل لعين اللّه الكالئة أشد من تزيين