و بالجملة: من يقينه بمشاهدته تعالى لأعماله الباطنة و الظاهرة و بالجزاء و الحساب، يكون أبدا في مقام امتثال أوامره و اجتناب نواهيه.
و من يقينه بما فعل اللّه في حقه من إعطاء ضروب النعم و الإحسان، يكون دائما في مقام الانفعال و الخجل و الشكر لمنعمه الحقيقي.
و من يقينه بما يعطيه المؤمنين في الدار الآخرة من البهجة و السرور، و ما أعده لخلص عبيده مما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب أحد، يكون دائما في مقام الطمع و الرجاء.
و من يقينه باستناد جميع الأمور إليه سبحانه، و بأن صدور ما يصدر في العالم إنما يكون بالحكمة و المصلحة و العناية الأزلية الراجعة إلى نظام الخير، يكون أبدا في مقام الصبر و التسليم و الرضا بالقضاء من دون عروض تغير و تفاوت في حاله.
و من يقينه بكون الموت داهية من الدواهي العظمى و ما بعده أشد و أدهى، يكون أبدا محزونا مهموما.
و من يقينه بخساسة الدنيا و فنائها، لا يركن إليها. قال الصادق-7- في الكنز الذي قال اللّه تعالى: