responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 123

تنوير (لا حاجة إلى العدالة مع رابطة المحبة)

لو استحكمت رابطة المحبة و علاقة المودة بين الناس لم يحتاجوا إلى سلسلة العدالة، فإن أهل الوداد و المحبة في مقام الإيثار و لو كان بهم خصاصة، فكيف يجور بعضهم على بعض. و السر أن رابطة المحبة أتم و أقوى من رابطة العدالة لأن المحبة وحدة طبيعية جبلية، و العدالة وحدة قهرية قسرية. على أنها لا تنتظم بدون المحبة، لكونها باعثة للإيجاد، كما أشير إليه‌ في الحديث القدسي «كنت كنزا مخفيا فاحببت أن أعرف» . فالمحبة هو السلطان المطلق، و العدالة نائبها و خليفتها [1] .

وصل (التكميل الصناعي لاكتساب الفضائل على طبق ترتيب الكمال الطبيعي)

لاكتساب الفضائل ترتيب ينبغي أن لا يتعدى عنه. و بيان ذلك: أن مبادئ الحركات المؤدية إلى الكمالات: إما طبيعية كحركة النطفة في الأطوار المختلفة إلى بلوغ كمال الحيوانية، أو صناعية كحركة الخشب بتوسط الآلات إلى بلوغ كمال السريرية. ثم الطبيعة و تحريكاتها لاستنادها إلى المبادئ العالية تكون متقدمة على الصناعية المستندة إلى الإنسان، و لما كان كمال الثواني أن تتشبه بالأوائل، فينبغي أن تقتدي الصناعية في تحريكاتها المؤدية إلى كمالها بالطبيعية.


[1] و لذلك أن الشريعة الإسلامية أول ما دعت فيما دعت إلى الإخوة و التآلف بين الناس، و كثير من أحكامها مثل الجماعة و الجمعة و الإيثار و الإحسان و تحريم الغيبة و النبز و نحو ذلك تستهدف إيجاد رابطة الحب بين الشعوب و القبائل و الأفراد، ليستغنوا عن الأخذ بقانون العدل الصارم المر.

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست