responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 122

متصادمة، و طالبوا الكمال كالحيارى في الصحارى لا يجدون إلى مناله سبيلا و لا إلى جداوله مرشدا و دليلا، و عرصات العلم و العمل دارسة الآثار، و منازلهما مظلمة الأرجاء و الأقطار، فلا يوجد ما هو الملاك في تحصيل السعادات، أعني تفرغ الخاطر و الاطمئنان و انتظام أمر المعاش الضروري لأفراد الإنسان. و لذا لو تصفحت في أمثال زماننا زوايا المدن و البلاد و اطلعت على بواطن فرق العباد، لم تجد من الألوف واحدا تمكن من إصلاح نفسه و يكون يومه خيرا من أمسه، بل لا تجد دينا إلا و هو باك على فقد الإسلام و أهله، و لا طالبا إلا و هو لعدم المكنة باق على جهله، و لعمري إن هذا الزمان هو الزمان الذي‌ أخبر عنه سيد الأنام و عترته الأبرار الكرام عليه و عليهم أفضل الصلاة و السلام من أنه: «لا يبقى من الإسلام إلا اسمه، و لا من القرآن إلا رسمه» .

و بالجملة: المناط كل المناط في تحصيل الكمالات و إخراج النفوس من الجهالات، هو عدالة السلطان، و اعتناؤه بإعلاء الكلمة، و سعيه في ترويج أحكام الدين و الملة، و لذا ورد في الآثار: (إن السلطان إذا كان عادلا كان شريكا في ثواب كل طاعة تصدر عن كل رعية، و إن كان جائرا كان سهيما في معاصيهم) . و قال سيد الرسل 6: «أقرب الناس يوم القيامة إلى اللّه تعالى الملك العادل و أبعدهم عنه الملك الظالم» . و ورد عنه 6: «عدل ساعة خير من عبادة سبعين سنة» . و السر أن أثر عدل ساعة واحدة ربما يصل إلى جميع المدن و الأمصار و يبقى على مر الدهور و الأعصار، و قال بعض الأكابر: لو علمت أنه يستجيب لي دعوة واحدة لخصصتها بإصلاح حال السلطان حتى يعم نفعه.

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 122
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست