و إنّما جاز استثناء الدّرهم [3] من الدّنانير [4] على المعنى لا على اللّفظ، لأنّه لمّا كان الغرض بالإقرار إثبات المال [5]، و كان الدّنانير كالدّراهم.
في أنّها مال، جاز استثناؤها منها.
و الشّاعر أراد [6] ما بالرّبع من حالّ و لا ثاو به [7]، فاستثنى الأواريّ على هذا المعنى.
فأمّا قوله [8] تعالى-: «فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ»*، فإنّما [9] جاز [10] استثناؤه من الملائكة و إن [11] لم يكن منهم، من حيث كان مأمورا بالسّجود كما أمروا به، فكأنّه [12] تعالى- [13] قال فسجد المأمورون بالسّجود إلاّ إبليس.
[2]- الأرى: محبس الدّابّة، و حبل تشد به في محبسها، ج أواري و أوار (اقرب الموارد، مادة أرى). الأرى بالمد و التشديد: الركاسة المدفونة تحت الأرض المثبتة فيها تشد الدّابّة من عروتها البارزة فلا تقلعها لثباتها في الأرض، و- الأصل الثابت، و قيل الأرى اسم لما كان بين السهل و الحزن، ج أواري، اللسان (ذيل اقرب الموارد).