قد تقرّر أنّه تعالى منتهى سلسلة العلّة الفاعلية، وكذلك منتهى سلسلة العلّة الغائيّة؛ فإنّ معنى العلّة الغائيّة ما لأجله الشيء، وقد تكون متقدّمة على المعلول- كما في قولك: قعدت عن الحرب جُبناً- فهو غاية الغايات ومع ذلك انعدمت الغايات عنده، بمعنى أنّه ليست له غاية بشيء من معانيها؛ لأنّه لم يحط به سطح أو خطّ، ولا أوّل لوجوده ولا آخر، ومقدوراته غير متناهية وكذلك معلوماته. «ا م ن».
باب النسبة
قوله: (نسبة اللَّه إلى خلقه) [ح 2/ 247] أي فيه بيان النسبة السلبيّة بين اللَّه وبين الممكنات. «ا م ن».
قوله: (لا ظلّ له) [ح 2/ 247] أي لا كنّ له. «ا م ن».
قوله: (علا فقرب إلخ) [ح 2/ 247] يعني علا عن مشابهة الممكنات، وكان كاملًا من جميع الجهات، فلأجل ذلك قرُب إليها من حيث العلم بها، ودنا من حيث العلم بها، فبعد عنها من حيث الذات. «ا م ن».
قوله: (ولا لإرادته فصل) إلخ [ح 2/ 247]
يعني إنّه تعالى يريد كلّ ما يقع من الخير والشرّ كما سيجيء، فإرادته المتعلّقة بأفعال العباد ليست فاصلة بين المرضيّ وبين غير المرضيّ، [1] نعم جعله تعالى جزاء بعض الأفعال الثواب وجزاء بعضها العقاب فاصل بين المرضيّ وبين الغير المرضيّ.
وقوله 7: «وأمره واقع» إشارة الى إرادته المتعلّقة بفعله تعالى وناظر إلى قوله تعالى:
[1]. نقلها السيّد أحمد العلويّ في الحاشية على اصول الكافي، ص 246 وعبّر عنه ب «بعض من عاصرنا» ونقلها أيضاًالمولى صالح المازندرانيّ في شرحه، ج 3، ص 143، عن الإسترآباديّ.