نعم، قد يقال: بأنّه من الصغائر لعدم ثبوت كونه كبيرة، لعدم كون كل منكر كبيرة، و كذا كلّ زور.
و أمّا الصغائر، فلا مانع من تكفيرها و عفوها باجتناب الكبائر، من باب اللطف و الفضل، و ليس نقض غرض، بل تقديم بعض الغرض الأهمّ على البعض المهمّ.
كما ورد في عدم تحريم ما كان يقتضي التحريم مثل: أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ ... عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ ...[1].
و كيف كان: فبناء على عدم حرمة التجرّي لا مانع من ذكر العفو عنه، و أمّا على القول بحرمته فكيف التوفيق بين حرمته، و بين ما دلّ على العفو عن نيّة الحرام؟
لكن قد يقال: بأنّ التجرّي أخصّ، للإقدام.
التتمّة السادسة [قول الآشتيانى ره فى دلالة بعض الادعية على حرمة التجرى]
السادسة: ذكر الآشتياني ; في فوائده [2]: إنّه قد يستدلّ على حرمة التجرّي بما ورد في كثير من الأدعية من طلب العفو على التجرّي: «ظلمت نفسي و تجرّأت بجهلي» [3].
و فيه: الظاهر أنّ المراد: التجرّي بالمعصية الحقيقية لا التجرّي