و أمّا القولان الأخيران: الثالث و الرابع، فهما على ما سبق من التفصيلين المذكورين:
أوّلا: القبح العقلي و المعصية الشرعية دون الحرمة للعفو، و لعلّهم استندوا إلى ما سيأتي في التنبيه الأوّل.
ثانيا: القبح العقلي دون المعصية الشرعية- و هو للعديد من المتأخرين.
و مبنى القولين على أمرين:
1- تحقّق القبح العقلي.
2- عدم تحقّق المعصية الشرعية، أو الحرمة الشرعية.
و كلاهما غير صحيح نقضا: بنيّة الحرام من غير مظهر، و مقدّمات الحرام.
و حلا: بأنّ القبح العقلي المعلوم ليس بالغا، و البالغ غير معلوم، بل معلوم العدم، و المعصية أمر عقلي لا شرعي، و لا تتحقّق إلّا عند المخالفة، و لا مخالفة في التجرّي، و إثباتها أوّل الكلام.
تنبيهات التجرّي
التنبيه الأوّل [فى الجمع بين الروايات المتعارضة فى العقاب على النية]
الأوّل: جمع بعض بين الروايات المتعارضة في العقاب على النيّة: بأنّ المثبتة نصّ في الاستحقاق و ظاهرة في الفعلية، و النافية نصّ في الفعلية و ظاهرة في الاستحقاق، فيحمل ظاهر كلّ على نصّ الآخر، و النتيجة: استحقاق المتجرّي للعقاب، و العفو عنه.
و فيه: إنّ الروايات المثبتة للعقاب بعضها نصّ في الفعلية: كروايات