قال قال لى رسول اللّه 6 يا جرير الا تريحنى من ذي الخلصة بيت لخثعم كان يدعى كعبة اليمانية قال فتقرب إليه في خمسين و مائة فارس و كنت لا أثبت على الخيل فذكرت ذلك لرسول اللّه 6 فضرب بيده في صدري و قال اللهم ثبته و اجعله هاديا مهديا قال فانطلق فحرقها بالنار ثم بعث جرير الى رسول اللّه 6 رجلا يبشره يكنى ابا أرطاة فأتى رسول اللّه 6 فقال له يا رسول اللّه ما جئتك حتى تركتها كأنها جمل اجرب فبرّك رسول اللّه 6 على خيل احمس و رجالها خمس مرات ثم بعثه النبي 6 الى اليمن قبل موته فلقى بها ذا كلاع و ذا عمر و قال جرير فجعلت أحدثهم عن رسول اللّه 6 فقال لى ذو عمرو لئن كان الذي تذكره من أمر صاحبك لقد مر على أجله منذ ثلاث قال و أقبلا معي حتى اذا كنا في بعض الطريق رفع لنا ركب من قبل المدينة فسألناهم فقالوا قبض رسول اللّه 6 و استخلف أبو بكر و الناس صالحون فقالا اخبر صاحبك انا قد جئنا و لعلنا سنعود إن شاء اللّه و رجعت الى اليمن فاخبرت أبا بكر بحديثهم قال أ فلا جئت بهم قال فلما كان بعد قال لي ذو عمر و يا جرير و سنن أبي داود و النسائى (من ذي الخلصة) اختلف هل كان هذا الاسم للبيت أو الصنم و قد مر ضبطها (بيت) بالجر بدل من ذى (لخثعم) من بلاد دوس كانوا يحجون إليه و يطوفون به و يبخرون عنده يشبهون به الكعبة المكرمة قال السهيلي و في موضعها مسجد جامع بموضع يسمى الغيلان (تدعى كعبة) بالنصب (اليمانية) بالتخفيف و باضافة كعبة الى اليمانية من باب اضافة الموصوف الى صفته و في رواية لمسلم كان يقال له الكعبة اليمانية و الكعبة الشامية و في بعض النسخ الكعبة الشامية بلا واو قال النووي و في هذا اللفظ المام و المراد أن ذا الخلصة كانوا يسمونه الكعبة اليمانية و كانت الكعبة الكريمة تسمى الكعبة الشامية فرقوا بينهما للتمييز هذا هو المراد فتأول اللفظ عليه و تقديره يقال له الكعبة اليمانية و يقال للتى بمكة الشامية و من رواه الكعبة اليمانية الكعبة شامية بحذف الواو فمعناه كل يقال هذان اللفظان أحدهما لموضع و الآخر لآخر (فنفرت) أي خرجت للقتال (فضرب بيده في صدرى) زاد النسائي و غيره حتى رأيت أثر يده في صدري (هاديا) أى دالا على طريق الهدى (مهديا) مدلولا عليها و موفقاها زاد في رواية فما وقعت عن فرس بعد (رجلا يبشره) فيه كما قال النووي استحباب ارسال البشير بالفتوح و نحوها (أبا أرطاة) بفتح الهمزة و سكون الراء ثم مهملة و اسمه حصين كما في نسخ صحيح مسلم و هو الموجود في نسخة ابن هامان و حسين كما في أكثرها و ذكر عياض الوجهين و الصواب الصاد (جمل اجرب) أي اسود كالمطلى بالقطران لجربه قال النووى فيه النكاية بآثار الباطل و المبالغة في ازالته (فبرك) بتشديد الراء (على خيل احمس و رجالها) أي قال بارك اللّه فيهم (خمس مرات) هذا أصل في تكرير الدعاء خمس مرات (ذا كلاع) تقدم ضبطه و ذكر اسمه