responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بهجة المحافل و بغية الأماثل نویسنده : عماد الدين يحيى بن أبي بكر العامري    جلد : 2  صفحه : 313

ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَ مِنْ خَلْفِهِمْ وَ عَنْ أَيْمانِهِمْ وَ عَنْ شَمائِلِهِمْ وَ لا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ‌ و قد عظمت عنية أصحاب رسول اللّه 6 و من بعدهم في الاعتناء بسنته و حملهم أنفسهم على هديه و طريقته فربما عرض لاحدهم عارض من باب التغليظ في الطهارة و التشديد في الدين ثم تركه لكون النبي 6 لم يفعله* فروينا عن عمر انه كان يهم بالأمر و يعزم عليه و اذا قيل له لم يفعله رسول اللّه 6 انتهى عنه حتى قال لقد هممت أن أنهى عن لبس الثياب المصبوغة فانه بلغنى انها تصبغ ببول العجائز فقيل له أن رسول اللّه 6 قد لبسها و لبست في زمانه فصدق ذلك و ترك و قال مرة لابنه أو لغلامه أبغني ثوبا لخلائى غير ثوب صلاتى فانى رأيت الذباب ربما يقع على الخلاء ثم يقع على الثوب ثم انتبه فقال ما كان لرسول اللّه 6 و أصحابه الا ثوب واحد و ترك ما هم به* و روى مثل ذلك لزين العابدين على ابن الحسين رضي اللّه عنهم و هذا ما تأملوه و فهموه من أحوال رسول اللّه 6 على قربهم منه مع اعتبار قوله 6 بعثت بالحنيفية السهلة و قوله 6 ان هذا الدين متين فاوغل فيه برفق و لا تبغض الى نفسك عبادة اللّه تعالى‌ (ثم لآتينهم من بين أيديهم) أى قبل الآخرة فاشككهم فيها (و من خلفهم) أى ارغبهم في دنياهم‌ (و عن أيمانهم) أشبه عليهم أمر دينهم‌ (و عن شمائلهم) اشهى لهم المعاصى قاله ابن أبي طلحة عن ابن عباس و روي عطية عنه من بين أيديهم من قبل دنياهم يعنى أرمها في قلوبهم و من خلفهم أي من قبل الآخرة فاقول لا بعث و لا جنة و لا نار و عن أيمانهم من قبل حسناتهم و عن شمائلهم من قبل سيئاتهم و قال الحكم من بين أيديهم من قبل الدنيا يزينها لهم و من خلفهم من قبل الآخرة يثبطهم عنها و عن أيمانهم من قبل الحق يصرفهم عنه و عن شمائلهم من قبل الباطل يزينه لهم و قال قتادة من بين أيديهم أخبرهم ان لا بعث و لا جنة و لا نار و من خلفهم من قبل الدنيا فزينها لهم و دعاهم إليها و عن أيمانهم من قبل حسناتهم بطأهم عنها و عن شمائلهم زين لهم السيئات و المعاصى و دعاهم إليها أتاك يا ابن آدم من كل وجه غير انه لم يأتك من فوقك لم يستطع ان يحول بينك و بين رحمة ربك و قال مجاهد من بين أيديهم و عن أيمانهم من حيث يبصرون و من خلفهم و عن شمائلهم من حيث لا يبصرون‌ (و لا تجد أكثرهم شاكرين) قال الخبيث ذلك ظنا فاصاب قال تعالى‌ وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ‌ (عنية) أي اعتناء و اهتماما (بهم) بفتح التحتية و ضم الهاء و تشديد الميم‌ (ابغني ثوبا) بالوصل ثلاثى أي اطلب لي و بالقطع من الرباعى أى أعني على الطلب‌ (و قوله 6) بالجر (ان هذا الدين متين الى آخره) أخرجه أحمد عن أنس و المتين بالفوقية القوى يعنى انه لقوته يغلبك كما في الحديث الصحيح لن يشاد الدين أحد إلا غلبه‌ (فاوغل) بفتح الهمزة و سكون الواو و كسر المعجمة أي ادخل فيه جادا مجتهدا لكن برفق أى معه فلا تشدد حتى تخرج‌

نام کتاب : بهجة المحافل و بغية الأماثل نویسنده : عماد الدين يحيى بن أبي بكر العامري    جلد : 2  صفحه : 313
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست