أمين مصطفي بالخير يدعو* * * كضوء البدر زايله الظلام
و قد أسلم غير واحد لبديهة رؤيته. و قد قال نفطويه في قوله تعالى يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌانه مثل ضربه اللّه لنبيه يقول كان منظره يدل على نبوته و ان لم يتل قرآنا كقول ابن رواحة:
لو لم يكن فيه آيات مبينة* * * لكان منظره يأتيك بالخبر
و كان عمر ينشد بين جلسائه قول زهير بن أبي سلمى في هرم بن سنان:
لو كنت من شيء سوى بشر* * * كنت المنور ليلة البدر
ثم يقول عمر و جلساؤه كذلك كان رسول اللّه 6 و لم يكن كذلك غيره و قيل ان امرأة استأذنته في المدح فأذن لها فقالت:
و أفطن منك لم تر قطّ عيني* * * و أحسن منك لم تلد النساء
حسنت طرفا و شرفت قدرا* * * كأنك قد خلقت كما تشاء
و قالت عائشة بأبي و أمى أنت لو رآك الشاعر لعلم انك أحق بقوله:
و مبرأ من كل غبّر حيضة* * * و فساد مرضعة و داء معضل
و اذا نظرت الى أسرة وجهه* * * برقت كمثل البارق المهلل
و قال شرف الدين الا بوصيري:
(زايله) بفتح الزاى و التحتية و اللام أي زال عنه و ذهب (انه مثل) بكسر الهمزة (منظره) بفتح المعجمة
(لو لم يكن فيه آيات مبينة* * * لكان منظره يأتيك بالخبر)
قبل هذا البيت
نفسي الفداء لمن أخلاقه شهرت* * * بانه خير مبعوث الى البشر
عمت فضائله كل الانام كما* * * عم البرية ضوء الشمس و القمر
(هرم) بفتح الهاء و كسر الراء (ابن سنان) بكسر المهملة بعدها نون (و افطن) بالنصب و يجوز الضم (طرفا) بفتح المهملة و سكون الراء ثم فاء (غبر) بضم المعجمة و تشديد الموحدة أى بقايا (معضل) هو الذي أعيا الاطباء (أسرة وجهه) بفتح الهمزة و كسر المهملة و تشديد الراء و هي الخطوط التي في الوجه (المتهلل) المستضيء