حينئذ فقال السلام عليكم يا أهل البيت ان في اللّه عزاء من كل مصيبة و خلفا من كل هالك و دركا من كل فائت فباللّه فثقوا و إياه فارجوا فان المصاب من حرم الثواب*
[مطلب في ذكر من تولى غسله و دفنه و ما كفن فيه]
و كان الذي تولى غسله 6 علي رضي اللّه عنه و العباس و الفضل و قثم ابنا العباس و أسامة بن زيد و شقران مولياه و حضرهم أوس بن خولي الأنصاري و نفضه علىّ حين الغسل فلم يخرج منه شيء و لا تغيرت له رائحة على طول المكث و كان غسله من بئر لسعد بن خيثمة يقال لها بئر الغرس كلها صحاح (عزاء) بالنصب اسم ان و العزاء لغة الصبر (و خلفا) بالمعجمة و الفاء أي عوضا (و دركا) أى ثوابا مدروكا (فثقوا) أمر من الوثوق (فان المصاب) حقيقة (من حرم الثواب) الموعود على المصائب بترك الصبر الجميل و اتباع دواعي الجزع بترك الانقياد و الاستسلام لأمر اللّه (فائدة) روى الحاكم في المستدرك أيضا باسناد صحيح عن جابر بن عبد اللّه قال لما توفي رسول اللّه 6 عزتهم الملائكة يسمعون الحس و لا يرون الشخص فقالت السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته ان في اللّه عزاء من كل مصيبة و خلفا من كل فائت فباللّه ثقوا و اياه فارجوا فانما المحروم من حرم الثواب و السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته و في الحديث الاول فضيلة لابي بكر و على رضى اللّه عنهما حيث عرفا الخضر دون غيرهما و فيه و في الحديث الثاني ندب التعزية و ذلك مجمع عليه فقد عزي النبي 6 معاذ بن جبل بابن له توفي كما رواه الحاكم في المستدرك بسند حسن غريب و أبو بكر بن مردويه عن معاذ و روي الترمذي عن أبى بردة من عزي ثكلى كسي بردا في الجنة و روي أيضا و ابن ماجه عن ابن مسعود من عزى مصابا فله مثل أجره و صفة التعزية و من ينبغي تعزيته و ما يحصل به مستوفاة في كتب الفقه (و كان الذي تولي غسله على) كان غاسلا حقيقة و كذا الفضل بن عباس (و) أما (العباس) و كان واقفا ثم كما أخرجه ابن ماجه و غيره (و قثم) بضم القاف و فتح المثلثة كان ربما ناب عن الفضل (و اسامة بن زيد) كان يناول الماء كما أخرجه أبو داود و ابن ماجه (و شقران) بالمعجمة و القاف بوزن عثمان كان ربما ناب عن اسامة في المناولة (أوس) بفتح الهمزة و سكون الواو ثم مهملة (ابن خولى) بفتح المعجمة و سكون الواو و كسر اللام و تشديد التحتية (و نفضه على) كما رواه ابن اسحاق و غيره و النفض بالفاء و المعجمة و هو اخراج ما في البطن قال المطرزي و يكنى به عن الاستنجاء (من بئر لسعد بن خيثمة) كما رواه أحمد عن على قال قال لى رسول اللّه 6 يا على اذا أنا مت فاغسلني من بئر غرس بسبع قرب لم تحلل أوكيتهن (يقال لها بئر الغرس) بفتح المعجمة و سكون الراء آخره مهملة هذا هو الصواب و يقال بضم العين أيضا و هي بئر بقباء شامي مسجد الفضيح الذي يقال له اليوم مسجد الشمس ينزل الى مائها بدر حنين شامي و غربي و عندها دكة يغسل أهل المدينة موتاهم عليها تأسيا به 6 و كان 6 يأتيها و يشرب منها و يتوضأ و قد صب ماء وضوئه فيها و بصق فيها أيضا كما رواه أحمد و غيره و أخرج ابن سعد عن عمران بن