(فصل) اتفقوا على أنه 6 توفي يوم الاثنين في ربيع الأول قيل لليلتين خلت منه و رجحه كثيرون و قيل لثنتى عشر و رجحه الاكثرون و ذلك حين اشتد الضحى قيل في الساعة التي دخل فيها المدينة و قال ابن عباس رضي اللّه عنهما ولد نبيكم يوم الاثنين و خرج من مكة يوم الاثنين و توفي يوم الاثنين و دخل المدينة يوم الاثنين و كانت مدة مرضه اثنى عشر يوما و توفي 6 و قد بلغ من السن ثلاثا و ستين سنة و قيل خمسا و ستين و قيل ستين و الأول أصح قيل و من عجائب الاتفاقات في التاريخ انه 6 عاش ثلاثا و ستين سنة و أبو بكر و عمر و علي مثله و نحر 6 بيده في حجة الوداع ثلاثا و ستين بدنة و أعتق في عمره ثلاثا و ستين رقبة و حين أرادوا غسله سمعوا قائلا يقول غسلوه في ثيابه فغسلوه في قميصه و كانوا يرون القائل لهم الخضر و عزاهم (فصل) في ذكر وقت وفاته (اتفقوا) يعنى الحفاظ أى أجمعوا (و رجحه كثيرون) منهم ابن الكلبي و أبو مخنف حكاه عنهما الطبري و قيل لثنتى عشرة (و رجحه الاكثرون) مع عدم امكانه للاجماع على أن تاسع عرفة تلك السنة كان الجمعة فآخره الجمعة أن ثم و الا فالخميس و أول المجرم اما الجمعة و اما السبت و أول صفر اما السبت و اما الاحد و اما الاثنين و أول ربيع الاول اما الاحد و اما الاثنين و اما الثلاثاء و اما الاربعاء و ايما كان فلا يكون ثانى عشره الاثنين ثم رأيت السهيلي ذكر نحو ذلك و نقل عن الخوارزمي أنه توفي أول يوم منه قال و هو أقرب في القياس مما ذكره الطبرى عن ابن الكلبي و أبي مخنف (و كانت مدة مرضه) ثلاثة عشر يوما كما قاله الاكثرون و قيل أربعة عشر و قيل (اثني عشر) و قيل عشرة أيام (و قد بلغ من السن ثلاثا و ستين سنة) تقدم الكلام عليه في أول الوفاة (مثله) برفع اللام و نصبها (و حين أرادوا غسله) قالوا و اللّه ما ندري أ يجرد من الثياب كما نجرد موتانا أو نغسله و عليه ثيابه فلما اختلفوا ألقي اللّه عليهم النوم حتى ما منهم رجل الا و ذقنه في صدره فكلمهم مكلم من ناحية البيت الذي هو فيه اغسلوا رسول اللّه 6 و عليه ثيابه (فغسلوه في قميصه) يصبون الماء فوق القميص و يد لكونه بالقميص دون أيديهم أخرجه أبو داود عن عائشة (الخضر) بفتح الخاء و كسر الضاد المعجمتين اسمه بليا بن ملكان على الصحيح كما سبق (و عراهم حينئذ) كما روى الحاكم في المستدرك عن أنس قال لما قبض رسول اللّه 6 أحدقوا به أصحابه فبكوا حوله و اجتمعوا فدخل رجل أشهب اللحية جسيم صبيح فخطى رقابهم فبكي ثم التفت الى أصحاب النبيّ 6 فقال ان في اللّه عزاء من كل مصيبة و عوضا من كل فائت و خلفا من كل هالك فالى اللّه فانيبوا و الى اللّه فارغبوا و نظره إليكم في البلاء فانظروا فانما المصاب من لم يجز فانصرف فقال بعضهم لبعض تعرفون الرجل قال أبو بكر و على نعم هذا أخو رسول اللّه 6 الخضر و أخرجه ابن عبد البر في التمهيد من طرق