الكلبى أو غيره و كان دحية رجلا جميلا و لم يره النبي (صلى اللّٰه عليه و آله و سلم) على صورته التي جبل عليها و هى ستمائة جناح إلا مرتين مرة في الارض في الافق الاعلى و هى ناحية المشرق من حراء و مرة في السماء عند سدرة المنتهي على ما تضمنته سورة النجم* و لم يره أحد من الأنبياء : على تلك الصورة الا محمد (صلى اللّٰه عليه و آله و سلم) و مرة كان يأتيه الوحي (صلى اللّٰه عليه و آله و سلم) مناما و مرة ينفث في (الكلبي) بالجر منسوب الى كلب بن وبرة الخزج بفتح المعجمة و سكون الزاى ثم جيم شهد دحية أحدا و ما بعدها أخرج ابن سعد عن الشعبي مرسلا دحية الكلبي يشبه جبريل و عروة بن مسعود الثقفى يشبه عيسى بن مريم و عبد العزى يشبه الدجال و يشهد لذلك حديث البخاري و غيره (التي جبل) أي خلق و الجبلة الخلقة (و هى ستمائة جناح) قال السهيلي قال العلماء في أجنحة الملائكة انها ليست كما يتوهم مثل أجنحة الطير و انما هي صفة ملكية و قوة ربانية لا تفهم الا بالمعاينة و احتجوا بقوله تعالى أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَ ثُلاثَ وَ رُباعَ فكيف تكون كاجنحة الطير و لا يري طائر له ثلاثة أجنحة و لا أربعة فكيف ستمائة جناح فدل على انها صفة لا تنضبط كيفيتها بالفكر انتهي و سيأتي في ذلك مزيد كلام في ذكر جعفر ذي الجناحين (مرة في الارض في الافق الاعلى) أى الناحية العليا (و هى ناحية المشرق من حراء) قال البغوى في معالم التنزيل و ذلك ان جبريل كان يأتي النبي 6 في صورة الآدميين كما كان يأتي النبيين فسأله رسول اللّه 6 أن يريه نفسه على صورته التي جبل عليها فاراه نفسه مرتين مرة في الافق الاعلى و مرة في السماء فاما التي في الارض ففى الافق الاعلى و المراد بالاعلى جانب المشرق و ذلك ان النبي 6 كان بحراء و طلع له جبريل من المشرق فسد الافق الى المغرب فخر رسول اللّه 6 مغشيا عليه فنزل جبريل في صورة الآدميين فضمه الى نفسه و جعل يمسح التراب عن وجهه (عند سدرة المنتهى) سيأتي الكلام على محلها و على سبب تسميتها بذلك. قال الشمني ان قيل لما اختيرت سدرة المنتهى لهذا الامر دون غيرها من الاشجار. أجيب بان شجرة السدر تختص بالظل المديد و الطعم اللذيذ و الرائحة الطيبة (و لم يره أحد من الأنبياء الى آخره) أي لعدم اطاقتهم رؤيته في تلك الصورة (و مرة كان يأتيه الوحي مناما) و لم يذكره في حديث الحرث بن هشام. قال النووى لان مقصود السائل ما يختص به النبي 6 و يخفى فلا يعرف الا من جهته و أما الرؤيا فمشتركة معروفة انتهى ثم هل أنزل عليه شيء من القرآن في المنام أم لا قال الرافعى في أماليه الاشبه لا و أما الحديث المشهور في سورة الكوثر انه اغفى اغفاءة فقال الاولي أن تفسر الاغفاءة بالحالة التي كانت تعتريه عند الوحي و يقال لها برحاء الوحى فانه كان يؤخذ عن الدنيا (و مرة ينفث) بالفاء و المثلثة مبني للمفعول و النفث تفل خفيف لا ريق معه فعبر به عن الالقاء اللطيف و النافث جبريل كما في الحديث ان روح القدس نفث في روعى ان نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها و تستوعب رزقها أخرجه أبو نعيم في الحلية من حديث أبي امامة (فى