فقد روى مسلم والنسائي وغيرهما بأسانيدهم عن ابن عباس [1] عن النبي(صلى اللّ?ه عليه و آله وسلم) أنه لقى ركباً بالروحاء .. فرفعت إليه أمرأة صبياً فقالت: ألهذا حج؟ قال: ((نعم، ولكِ أجر)) .

وروى ابن ماجة والترمذي وغيرهما بأسانيدهم عن جابر بن عبد الله [2] قال: رفعت امرأة صبياً لها إلى النبي (صلى اللّ?ه عليه و آله وسلم) في حجة، فقالت: يا رسول الله ألهذا حج؟ قال: ((نعم ولكِ أجر)) .

وجدير بالإشارة إلى أن (الرويثة) المذكورة في معتبرة ابن سنان هي منزل قبل (الروحاء) [3] المذكورة في رواية ابن عباس في الطريق بين المدينة المنورة ومكة المكرمة.

وهذا المقدار من الاختلاف لا يشكل قرينة على تعدد الواقعة كما لا يخفى، وحيث إنه لا يعلم أن ذلك الصبي الذي أشارت إليه أمه كان مميزاً أو غير مميز، فلا يمكن أن يستفاد من معتبرة ابن سنان شرعية حج المميز ولا غير المميز بالخصوص، بل أحدهما على نحو الإجمال.

الرواية الخامسة: خبر علي بن مهزيار [4] عن محمد بن الفضيل قال: سألت أبا جعفر الثاني 7 عن الصبي متى يحرم به؟ قال : ((إذا أثغر)) .

وهذه الرواية لا تخلو عن خدش في السند، فإن الظاهر أن محمد بن الفضيل الذي يروي عنه علي بن مهزيار هو محمد بن الفضيل الأزدي الصيرفي الذي لم تثبت وثاقته.

لا يقال: ولكن المتداول في الأسانيد رواية علي بن مهزيار عن محمد بن الفضيل بواسطة الحسن بن سعيد أو أخيه الحسين أو محمد بن عبد الحميد أو محمد بن القاسم وأضرابهم [5] ، ولم ترد روايته عنه مباشرة إلا في هذا المورد وفي

[1] صحيح مسلم ج:4 ص:101. سنن النسائي ج:5 ص:120.

[2] سنن ابن ماجة ج:2 ص:971. سنن الترمذي ج:2 ص:202.

[3] تاريخ البلدان ص:313.

[4] الكافي ج:4 ص:276. من لا يحضره الفقيه ج:2 ص:267.

[5] لاحظ الكافي ج:3 ص:47، ومعاني الأخبار ص:107، وتهذيب الأحكام ج:4 ص:166، وعلل الشرائع ج:1 ص:198.