نام کتاب : الإمام الصادق عليه السلام نویسنده : الشيخ محمد حسين المظفر جلد : 1 صفحه : 236
و قد جاء في خبر أصدق الصادقين: إنّي ميّت و إيّاكم.
و مات ابن له من غصّة اعترته و هو يمشي بين يديه فبكى و قال: لئن أخذت لقد أبقيت، و لئن ابتليت لقد عافيت، ثمّ حمله الى النساء فصرخن حين رأينه، فأقسم عليهنّ ألّا يصرخن، ثمّ أخرجه الى الدفن و هو يقول: سبحان من يقتل أولادنا و لا نزداد له إلّا حبّا، و يقول بعد الدفن: إنّا قوم نسأل اللّه ما نحبّ فيمن نحبّ فيعطينا، فاذا أحبّ ما نكره فيمن نحبّ رضينا [1].
لا أدري من أيّها يعجب المرء أمن جلد أبي عبد اللّه 7 على هذه المفاجأة المشجية، أم من هذا الشكر المتوالي على مثل هذه النوائب المؤلمة، أم من ذلك الحبّ للخالق على كلّ حال، و الرضى بما يصنع في كلّ أمر، أم من تلك البلاغة و الفصاحة و تدافع الحكم البليغة و مطاوعتها له ساعة الدهشة و الذهول؟
أجل لو لا هذه الملكات القدسيّة، و الأحوال المتضادّة في شخصيّة أبي عبد اللّه 7 لم تكن الشخصية الوحيدة في خصالها و صفاتها.
و كفى إكبارا لجلده سقوط الولد من يد الجارية و موته، و تغيّر لونه لفزع الجارية و ارتهابها، و لم يظهر عليه الحزن و الجزع لهذه المفاجأة بموت الصبي على هذه الصور المشجية.
و ما زال يشاهد الآلام و النوائب و المكاره طيلة أيامه من الدولتين و لم يعرف التاريخ عنه تطامنا و خضوعا و جزعا و ذهولا بل ما زال يظهر عليه الصبر و الجلد و توطين النفس.
هيبته:
قد تكون الهيبة للرجال العظام من تلك الكبرياء التي يرتديها المرء نفسه،