نام کتاب : الإمام الصادق عليه السلام نویسنده : الشيخ محمد حسين المظفر جلد : 1 صفحه : 235
سجن المنصور مع بني الحسن، دعاء و عملا و صوما في الأيام البيض من رجب، فعملت ما قال فاطلق سراحه و ما زال العمل يعرف الى اليوم بعمل أمّ داود، الى كثير سواهم.
و كم دعا لمريض بالعافية فعوفي، كما في دعائه لحبابة الوالبيّة و كانت من النساء الفاضلات، و ليونس بن عمّار الصيرفي و هو من رجال الصادق الثقات، و لرجل عرض له و قد سئل له الدعاء، و لا مرأة بها وضح في عضدها، و لرجل جاءه في البيت متعوّذا و به بلاء شديد، الى غير هؤلاء.
و كم دعا لناس بسعة الحال فأصابوا الدعوة، كما في طرخان النخاس و حمّاد بن عيسى و غيرهما، و سنذكر ذلك في استجابة دعائه.
لا غرابة أن يكون أبو عبد اللّه 7 على تلك العاطفة النبيلة، و ما هي إلّا بعض ما يجب أن يستشعره.
جلده:
إن من يلمس في أبي عبد اللّه 7 تلك العاطفة الرقيقة التي تدر دمعته و تذكي النار في قلبه رحمة، و تختطف الدم من وجهه، يستغرب كيف يكون له الجلد الذي لا توازنه الجبال الشمّ في احتماله.
كان ابنه إسماعيل اكبر أولاده، و هو ممّن جمع الفضيلة و العقل و العبادة فكان الصادق 7 يحبّه حبّا شديدا، حتّى حسب بعض الناس أن الامامة فيه بعد أبيه، فلمّا مات و كان الصادق عند مرضه حزينا عليه جمع أصحابه و قدّم لهم المائدة و جعل فيها أفخر الأطعمة و أطيب الألوان، و دعاهم الى الأكل و حثّهم عليه لا يرون للحزن أثرا عليه، و كانوا يحسبون أنه سيجزع و يبكي و يتأثّر و يتألّم، فسألوه عن ذلك فقال لهم: و ما لي لا اكون كما ترون
نام کتاب : الإمام الصادق عليه السلام نویسنده : الشيخ محمد حسين المظفر جلد : 1 صفحه : 235