responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق عليه السلام نویسنده : الشيخ محمد حسين المظفر    جلد : 1  صفحه : 237

أو من الذين حوله من خدم و أهل و قبيلة، أو جند و دولة، و هذه الهيبة لا تختصّ بقوم، فإن كلّ من تلبّس بأحد هذه الشؤون اكتسى هذه الهيبة، و هذه الهيبة جديرة بأن تسمّى الهيبة المصطنعة.

و قد تكون للمرء من دون أن يحاط بجيش و خدم و عشيرة و دولة و إمرة و كبرياء، تلك الهيبة التي لا تكون باللباس المستعار، بل هي التي يفيضها اللّه تعالى على من يشاء من عباده، تلك الهيبة التي لا يزيلها التواضع و حسن الخلق و الانبساط، تلك التي يلبسها العلم و العمل به، من أراد عزّا بلا عشيرة و هيبة بلا سلطان، فليخرج من ذلّ معصية اللّه الى عزّ طاعته، و إن من خاف اللّه أخاف منه كلّ شي‌ء، و من لم يخف اللّه أخافه من كلّ شي‌ء، و هذه الهيبة جديرة بأن تسمّى الهيبة الذاتيّة.

إن المنصور كان صاحب تلك الهيبة المصطنعة، و من أوسع منه ملكا، و أكثر جندا، و أقوى فتكا؟ و لكنه كان اذا نظر الى جعفر بن محمّد الصادق 7 و هو عازم على قتله هابه و انثنى عن عزمه.

يقول المفضّل بن عمر: إن المنصور قد همّ بقتل أبي عبد اللّه 7 غير مرّة فكان اذا بعث إليه و دعاه ليقتله فاذا نظر إليه هابه و لم يقتله‌ [1] و لا تختلف هذه الهيبة لأبي عبد اللّه 7 باختلاف الناس معه فإن كلّ واحد يشعر من نفسه بتلك الهيبة له، سواء الوليّ و العدوّ، و المؤالف و المخالف، فهذا هشام بن الحكم كان جهميّا قبل أن يقول بالإمامة، و لمّا التقى بالصادق 7 في صحراء الحيرة سكت و أطرق هيبة و إجلالا و هو اللّسن المفوّه، فأحسّ أن هذه الهيبة هي الهيبة التي يجلّل اللّه بها أنبياءه و أوصياءهم‌


[1] مناقب ابن شهرآشوب: 4/ 238.

نام کتاب : الإمام الصادق عليه السلام نویسنده : الشيخ محمد حسين المظفر    جلد : 1  صفحه : 237
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست